رأى الوزير السابق ​رشيد درباس​، أنّ "تجربته السابقة مع طاولة الحوار الّتي دعا إليها رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ أيام حكومة رئيس الوزير السابق ​تمام سلام​، لا تشجّع على تكرارها، بحيث استهلكت الوقت واستنفدت الطاقات دون أن تنتج ثمارًا"، متسائلًا: "على ماذا يقوم الفلاح بحرث الأرض إذا كانت هذه الأرض قد أُصيبت بعقم قديم؟". وأوضح أنّ "العقم القديم هو عقم الحكم وليس عقم الدولة أوالشعب، فلطالما من سَيطر على الحكم بواسطة شركاء التسوية، وَجد أنّ مجرّد وصوله إلى السلطة يخوّله أن يتخلّص ويتملّص منهم ومن قيودهم ليتحكّم منفردًا، وهو بعد ذلك عندما وصلت به الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، وَجد أنّ بمقدوره أن يجتهد بهم مرّة أُخرى، ليقول لهم تعالوا نمثّل فصلًا جديدًا من مسرحيّة مملّة".

وأعرب في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية، عن اعتقاده أنّ "لقاء ​بعبدا​ يوم 25 حزيران الحالي سيكون فيما لو انعقد، أشبه بحبّة الأسبرين في معالجة مرض عضال"، لافتًا إلى أنّه "لو أراد فعلًا الدّاعون إلى اللقاء الوطني أن يستجيب المدعوّون، لبدأوا بإبداء حسن النية انطلاقًا من احترام ​الدستور​". وبيّن أنّ "اليوم في ​لبنان​ سيولة دستوريّة، بحيث أنّ السلطات تتداخل مع بعضها بشكل فوضوي وعشوائي، فلو وقّع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ مرسوم ​التشكيلات القضائية​ لكانت هذه بادرة جيّدة، ولو لم يتراجع ​مجلس الوزراء​ عن قراره الّذي قضى بوقف إنشاء معمل ثالث للكهرباء في ​سلعاتا​ لكانت هذه أيضًا مبادرة، ولو قرّر الرئيس عون بخطاب يوجّهه إلى الشعب ليقول "هذه مرحلة لإنقاذ البلد، وأنا في حالة تشاور مع القيادات السياسية ومع ​الانتفاضة​ الشعبيّة، لكي نجد الحلول المناسبة" لكانت هذه مبادرة".

وسأل درباس: "ماذا ستنفع اللقاءات إن لم تكن مقرونة بخطوات تعبيريّة لتغيير السلوك الّذي أفضى إلى ما أفضى إليه؟ ناهيك عن أنّ ​الحكومة​ الّتي لم يتعد عمرها الأربعة أشهر، تسفر عن فشلها كلّ يوم وبجدارة كليّة، وعندما عجزت عن إنجاز أيّ شيء، راحت تردّد المعزوفة القديمة معزوفة التركة الثقيلة والثلاثين سنة من ​الفساد​ وما إلى ذلك من خزعبلات سياسيّة لا يصدّقها أحد، علمًا أنّ العاجز هو الّذي يرمي فشله على أكتاف الآخرين". وركّز على أنّ "إمساك دفّة السلّة يعني أنت ملمّ بالقيادة ولك شهادة في علم الإبحار، وتستطيع أن ترصد النجوم وتغيّرات الطقس لتتحاشى الدخول بين الصخور، إلّا أنّ ما يجري اليوم هو أنّ ربّان هذه المرحلة يتعمّد الدخول بين الصخور، ويؤكّد كلّ يوم أنّه ليس باستطاعته حتّى قيادة فلوكة صغيرة في البحر".

وأشار إلى أنّ "بري دأبه في كلّ مرّة عندما تكون الأمور سائرة إلى انهيار كبير، يحاول أن يضع حمولة تراب في وجه السَيل، لكن السَيل هذه المرّة جارف جدًّا، فبري يتمتّع بعلاقات طيّبة مع رئيس الحكومة الأسبق ​سعد الحريري​ وله أيضًا دالية عليه، ويَعتقد أنّه ربّما استطاع بهذه الدالية أن يقنعه بحضور اللقاء، لكنّه يعلم أنّ المسألة لا تعالَج لا بُحسن النيّات ولا بالإرادة الطيّبة فقط، بل تبدأ بإجراءات عمليّة، فمثلما له دالية على هذا الفريق عليه أن يمارس داليته على الفريق الآخر، لحثّه على التراجع عن تعنته وعن سلوكه الّذي لا يمتّ إلى الحنكة السياسيّة بصلة". كما ذكر من جهة أُخرى، أنّ "​قانون قيصر​" هو قانون أميركي لا نملك حياله أي سلطة".