سعياً للقضاء على الوصمة المرتبطة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، عمدت ​وزارة الصحة العامة​ من خلال البرنامج الوطني للصحة النفسية ومنظمة "أبعاد" وبرنامج ​الأمم المتحدة​ الإنمائي و"​اليونيسف​" و​منظمة الصحة العالمية​، إلى توحيد جهودهم لاطلاق حملة وطنية تحت شعار "#الاختبار_الاهم" Therealtest# ضمن نطاق الخطة الوطنية للاستجابة الى "كوفيد-19" على صعيد الصحة النفسية، وذلك عبر العديد من القنوات التلفزيونية مع مقدمة متزامنة خلال نشرات الأخبار في وقت الذروة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في الأشهر الأخيرة، تم تداول مصطلحات مثل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والجسدي، وملازمة المنزل، ونتيجة الاختبار إيجابية والعديد من المصطلحات الأخرى التي طبعت احاديث الناس واثرت في سلوكيات الاشخاص في جميع أنحاء العالم. وبما أن الفيروس لا يزال حقيقة واقعة في الوقت الحاضر، فقد تسبب في إثارة الخوف عبر القارات، ونتيجة ذلك ترافق هذا الخوف مع نشوء وصمة اجتماعية وسلوكيات تمييزية ضد أي شخص يُعتقد أنه تعرض للفيروس بطريقة أو بأخرى.

تُعرَّف الوصمة بأنها ربط سلبي موصول بشخص أو مجموعة من الأشخاص قد يشتركون في خصائص معينة أو مرض معين، في هذه الحالة، فيروس "كورونا". وهذا يعني أنه يتم تصنيف الأشخاص ووسمهم بقوالب نمطية والتمييز ضدهم بسبب التعرض المحتمل للفيروس. ويمكن للوصمة والتمييز أن يزيدا من صعوبة الوضع الضاغط نفسيا أصلاً، وأن يتسببا بضرر أكبر للصحة النفسية للأشخاص المتأثرين وأسرهم.

وعلاوة على ذلك، فإن الوصمة المحيطة بفيروس "كورونا" ليست ضارة فقط للمصابين بالفيروس، ولكن أيضاً لعائلاتهم وأصدقائهم ولتماسك المجتمع وجهوده للحد من تفشي الفيروس، وذلك من خلال ردع الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض من طلب الرعاية تخوفا من تعرضهم لاي سلوكيات تمييزية.

وقالت غيدا عناني، مؤسّسة ومديرة "أبعاد": "مع إصابة ملايين الأشخاص حول العالم بفيروس "كورونا" المستجد، يمكن الجزم بأن الفيروس نفسه لا يميّز. غير أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بمرض فيروس "كورونا" تؤثّر بشكل خاص على نوعية حياة النساء والفتيات، لا سيما في المجتمعات المحلية الهشة، مما يؤدي إلى إخفاء الإصابة بالمرض وتجنب إلتماس الرعاية الصحية، لتجنب التمييز وخطر ​العنف​ الذي قد يصل حد القتل. لذا ينبغي علينا أن نلحظ خاصية أوضاع المتضرّرات في خطط الإستجابة الطارئة وأن نخلق بيئة وقائية إحتوائية يمكن فيها مناقشة كل ما يرتبط بالمرض وتأثيراته والتعامل معه بعلانية".

قالت يوكي موكو، ممثلة "اليونيسف" في ​لبنان​: "في حين أن العديد من ​الأطفال​ ليسوا معرضين للخطر في حال إصابتهم بـ"كوفيد-19"، غير أن هذه الأزمة قد غيرت حياتهم رأساً على عقب بطرق عديدة وهم معرضون لخطر وصمة العار والتمييز في حال إصابة أي فرد من أسرتهم أو مجتمعهم بـ"كوفيد-19". هذا، بالإضافة إلى الخوف والوحدة التي يشعرون بها عندما يكونون معزولين عن أقربائهم المصابين بـ"كوفيد-19". إن فيروس "كورونا" لا يميز بين بلد المنشأ أو الثقافة أو العمر أو الجنس ، وبينما نتعافى من هذا التفشي، يجب أن نبني مجتمعاً قائماً على التسامح واللطف وإدماج الجميع.

ومن جهته، قال الدكتور ربيع الشماعي، رئيس البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة، متحدثاً عن الرسالة الرئيسية للحملة بأن "الاختبار الحقيقي يتجاوز نتيجة إيجابية أو سلبية لاختبار الكشف عن ​فيروس كورونا​. الاختبار الحقيقي Therealtest# هو الوقوف معاً وإظهار تفهمنا ومحبتناتجاه بعضنا البعض. الخوف هو شعور طبيعي ومشروع - الخوف على صحتنا، أو على صحة أحبائنا، الخوف على المستقبل - ولكن في وسعنا ضمان عدم تحويل هذا الخوف الى سلوكيات سلبية ضد الآخرين". وتهدف الحملة أيضاً إلى توفير منصة لعرض قصص التضامن والتعاطف مع بعضنا البعض، والتي لا بجب خسارتها.

تم اطلاق الحملة من خلال مقدمة نشرات الاخبار بالتعاون مع العديد من القنوات التلفزيونية، من خلال قرائة بيان الحملة من قبل مذيعي الاخبار، مسهمين بذلك بنشر على نطاق واسعرسالة الحملة. وتمتد المبادرة بعد ذلك إلى المجال الرقمي حيث ستستحوذ على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة لدى المشاهير وقادة الرأي الذين عبّروا عن رسائل مفعمة بالأمل موجهة على وجه الخصوص للأشخاص المصابين بفيروس كورونا. وبالإضافة إلى ذلك، سيجرى إشراك الناس في جميع أنحاء لبنان والطلب منهم مشاركة رسائل الأمل وقصص التضامن والتجارب الإيجابية الملهمة للتضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعيوستنتقل الحملة ايضا الى الشوارع مع رسائل تضامن ودعم مع إنخراط البلديات وعبر منافذ متنوعة. ودعماً لوسائل الإعلام في دورها الفعال في الاستجابة لفيروس "كورونا" من زيادة الوعي، إلى تقليل الوصمة ومساعدة الناس على التعامل مع الضغط النفسي، ستتم مشاركة ورقة معلومات وارشاداتمع الإعلاميينحول كيفية التطرق في الاعلام الى فيروس كورونا المستجد.

وفي هذا الصدد، قالت مديرة ​برنامج الأمم المتحدة الإنمائي​ في لبنان سيلين مويرو: "تشكل الوصمة والتمييز ضد فرد واحد خطراً على الصحة الجسدية والنفسية لجميع الناس. فلنعمل معاً لدعم أطفالنا وعائلاتنا وأصدقائنا وجيراننا والعاملين في الخطوط الأمامية رداً على وباء فيروس "كورونا" المستجد، ولنعيد بناء مجتمع أفضل".

من ناحية أخرى، كان لممثلة ​منظمة الصحة العالمية ​في لبنان ​​الدكتورة ​إيمان الشنقيطي الرأي التالي: "لقد هزت جائحة فيروس "كوفيد-19" عوالمنا ونشرت الخوف بين مجتمعاتنا، لكنها أعطتنا أيضاً فرصة للتوحد معاً على الرغم من اختلافاتنا. معاً يمكننا نشر الحقائق بدلاً من الخوف، معاً يمكننا محاربة الوصمة والدفاع عن المصابين، معاً يمكننا بناء مجتمع أفضل".

وكما أكد وزير الصحة العامة الدكتور ​حمد حسن​، "هذه الأزمة تؤثر على الجميع، وعلينا جميعاً أن نؤدي دورنا. وبالنسبة لوزارة الصحة العامة، تقع الصحة النفسية في صميم الاستجابة الوطنية لوباء فيروس "كورونا" المستجد. إن التصدي للوصمة ودعم الأشخاص والمجتمعات من خلال تشجيع التضامن والتكاتف تخدم الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء".

لمتابعة الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، يرجى اتباع: @nmhplebanon

لمزيد من المعلومات حول الحملة، يرجى الاتصال بـ:

الدكتور ربيع الشماعي، رئيس االبرنامج الوطني للصحة النفسية على 70804483.

- عن البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة:

تم إطلاق البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة في أيار 2014 بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف والهيئة الطبية الدولية بهدف إصلاح الرعاية الصحية النفسية في لبنان بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية الأولى للصحة النفسية التي تم إطلاقها في عام 2015 والتي تعنى بوقاية، تعزيز وعلاج الصحة النفسية، ولضمان توفير وإمكانية الوصول الشامل إلى الخدمات العلاجية والوقائية العالية الجودة في مجال الصحة النفسية. لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة: "https://www.moph.gov.lb/en/Pages/6/553/the-national-mental-health-program".

- عن منظمة "أبعاد":

"أبعاد"هي مؤسّسة مدنيّة، غير سياسيّة وغير ربحيّة، تأسّست في العام 2011 بهدف تعزيز التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة المستدامة في ​الشرق الأوسط​ و​شمال إفريقيا​، عبر تكريس مبدأي الكرامة والعدالة الجندريّة، وتوفير الخدمات المباشرة والوقاية والحماية وتمكين المجموعات المهمّشة لاسيما النساء والأطفال. تسعى منظّمة "أبعاد" إلى تعزيز الشراكة بين النساء والرجال وتفعيل مشاركة النساء من خلال تطوير السياسات، والإصلاح القانوني، وإدماج مفاهيم النّوع الاجتماعي، وتعزيز إشراك الرجال في هذه العمليّة، وإلغاء التمييز وتمكين النساء وتعزيز قدراتهنّ للمشاركة بفعالية في مجتمعاتهنّ. كما تسعى منظّمة "أبعاد" إلى التعاون ودعم منظّمات ​المجتمع المدني​ المعنيّة ببرامج المساواة بين الجنسين وحملات المناصرة.

للمزيد من المعلومات،يرجى زيارة موقع منظّمة "أبعاد": "www.abaadmena.org"

-عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الناس على كافة مستويات المجتمع للمساعدة في بناء أمم قادرة على الصمود أمام الأزمات، وعلى دفع ودعم نوعية النمو التي تحسّن جودة الحياة بالنسبة للجميع. يتواجد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ميدانياً في أكثر من 170 دولة ومنطقة، ويعمل على توفير منظور عالمي ورؤية محلية ثاقبة من أجل تمكين الشعوب وبناء أمم صامدة.

-عن "اليونيسف":

تعمل "اليونيسف" على تعزيز حقوق ورفاه كل طفل، في كل ما نقوم به. نعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا في 190 بلداً وإقليماً لترجمة هذا الالتزام إلى إجراءات عملية، مع تركيز جهودنا بشكل خاص للوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفاً واستبعادا، لصالح جميع الأطفال في كل مكان. لمزيد من المعلومات حول اليونيسف وعملها للأطفال، الرجاء زيارة الموقع الالكتروني: "https://www.unicef.org/lebanon/". تابعوا "اليونيسف" في لبنان على: Twitter, Facebook, Instagram, Youtube.

-عن منظمة الصحة العالمية:

منظمة الصحة العالمية هي سلطة التوجيه والتنسيق في منظومة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصحة على المستوى الدولي. تتمثل مهمة منظمة الصحة العالمية في تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء. لمزيد من المعلومات حول منظمة الصحة العالمية في لبنان، يُرجى زيارة: "http://www.emro.who.int/countries/lbn/index.html". تابعوا منظمة الصحة العالمية على مواقع التواصل الإجتماعي: Facebook, Twitter, Instagram, YouTube.