أشار مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الأب ​عبده أبو كسم​ الى ان "الوضع الذي نعيشه مقلق، ولا أحد يستطيع أن يرى ماذا في الأفق، نحن نرى اوضاعنا الإقتصادية، المالية والإجتماعية تتدهور بشكل سريع، آلاف من الموظفين صرفوا من عملهم، 36 بالمئة منهم صرفوا وهذا عدد مخيف، بالتالي حالة القلق والمصير المجهول الذي بانتظار شبابنا وأولادنا وأهلنا من الطبيعي سيؤدي إلى ​الهجرة​، هذا التخوف ليس تخوف الصرح البطريركي فقط، بل هو تخوف على صعيد ​لبنان​ كله".

وفي ​مقابلة​ مع مع "​تيلي لوميار​" تطرق الى دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطراس ​الراعي​ إلى المسؤولين السياسيين إلى عدم تخييب آمال ​الشباب​، مشيرا الى أن "البطريرك يسمع ويرى، أعطي مثلاً اولادي يسألوني كل يوم ماذا نفعل يا بابا صراع دائم بيني وبينهم ومثلي الكثير؟ فهذه مسؤولية الدولة خلق ​الأمن​ الاجتماعي. كل واحد في هذه ​الأزمة​ يحقق مكاسب وهذه مكاسب وهميّة، المكسب الحقيقي عندما تربح بلدك وطنك وشعبك. فكل واحد من منطلق مسؤولياته عليه تحكيم ضميره من أجل إصلاح هذا البلد".

وعن موقف الكنيسة من ​الدولة المدنية​ أجاب أبو كسم "نحن بالواقع نعيش في دولة مدنية وهي دولة تحافظ وتحمي أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدنينية أو الفكرية. الدولة المدنية لا تخلط ​الدين​ بالدولة، لا تعادي الدين، ولا تستخدم الدين ل​تحقيق​ أهداف سياسية، تؤمن المساوة لكل المواطنين وتخلق مجالات ليكون فيها انتماء متوازن، ونحن لدينا نظام ديمقراطي برلماني، يحترم الأديان والمذاهب والأحزاب والقوميات، وهي تحافظ على ​السلام​."

تابع "نحن نعيش في دولة مدنية، المطلوب كما قال سيدنا البطريرك أن نعمل على تطبيق ​الطائف​ واللامركزية الموسعة."

واضاف :"اللامركزية الإدارية الموسعة لماذا طرحها البطريرك لأنها هي الباب لبدء الإصلاح والإنماء والعجلة الإقتصادية والإنمائية. نحن يلزمنا ورشة أصلاح، محاسبة والمطلوب ​القضاء​ على ​الفساد​ بكل أشكاله. فيجب البدء من اللامركزية الإدارية. ويجب إعادة نظام العمل بتفعيل القضاء وتحييده، لكي تعود الثقة إلى المواطن اللبناني، كل شيء في هذا البلد مغموس بالفساد، ونحن نساند ​الثورة​ بمبادئها لأنها تحاكي وجع الناس".

وردا على سؤال ما بين الدولة المدنية والنظام اللامركزي أي إصلاح تم مع مئوية لبنان الكبير، اوضح أبو كسم انه "كنا نحضر لها لإبراز ما أنجزه ​اللبنانيون​ خلال مئة عام، لكن الظروف حالت دون الاحتفال بهذه المئوية".

وفي ختام المقابلة توجه أبو كسم إلى الشباب والشابات الذين يبحثون عن لقمة عيشهم قائلاً: "الكنيسة ترافقكم بصلاتها، ونحن معكم ونطلب منكم أن تبقى هذه الثورة على مستوى حضاري، نريد الثورة الهادفة النبيلة المناضلة، وأقول لهم "لا تيأسوا، حافظوا على روح الرجاء فيكم".