اكد ​رئيس الجمهورية​ العماد ميشال عون ان الوضع الحالي قد زاد من نسبة العوز وارهق كاهل ال​لبنان​يين، "لكن همنا الأول يكمن الآن في ​تحقيق​ الاكتفاء الغذائي للشعب اللبناني الى جانب الامن، لا سيما وان التظاهرات التي حصلت في البداية كانت عملا ديمقراطيا يُظهر حاجات الشعب امام الحكم، الا انه دخلت عليه لاحقا عناصر غريبة عن الوطن ولا ترتدي الاطباع اللبنانية الهادئة فاستفاضت بالشغب، مرتدية طابع الفرق المتخصصة ب​الإرهاب​"، وأضاف: "ان عملنا يتكامل مع ما يقوم به جميع الخيرين في لبنان، لا سيما لجهة المساعدة على تدعيم مقومات العيش الكريم والدفاع عن ​الانسان​ كي يبقى قادرا على تناول لقمة العيش والاستمرار في العمل."

وشدد ​الرئيس عون​ على "ان علينا القيام بهذا الواجب، وسنقوم به من ضمن قدرات ​الدولة​ التي باتت محدودة للغاية الآن."

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في ​قصر بعبدا​ المشرف العام على ​كاريتاس لبنان​ رئيس أساقفة جبيل للموارنة ​المطران ميشال عون​، ورئيس كاريتاس الاب ميشال عبود الكرملي يرافقهما اعضاء مجلس الادارة الجديد لكاريتاس لبنان.

في مستهل اللقاء، القى المطران عون كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية على استقبال الوفد، لافتا الى أننا "احببنا ان نأتي اليكم ا فخامة الرئيس، مع مجلس إدارة كاريتاس الجديد، لنحمل اليكم تحية كل عائلة كاريتاس، طالبين من الرب ان يمنحكم الحكمة لكي تقودوا سفينة الوطن الى بر الأمان، في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، بكل العزم الذي عرفناه لديكم."

وبعد ان قدّم المطران عون الى رئيس الجمهورية أعضاء مجلس الإدارة الجديد، أضاف: "نود ان نطلعكم على رسالة كاريتاس التي تعرفونها، لا سيما وسط هذه الظروف الصعبة التي تواجه شعبنا سواء في قلب الازمة الصحية الناجمة عن انتشار وباء الكورونا او الازمة الاقتصادية الخانقة التي اثقلت كاهل اللبنانيين"، مضيفا: "نحن نأمل بتوجيهات فخامتكم وبركة كنائسنا ان تكون كاريتاس شمعة مضيئة في قلب الظلمة التي تشتد اكثر فأكثر ويوما بعد يوم"، معتبرا أن "الاهم ان يبقى الرجاء لدينا بربنا الذي هو نبع رجائنا لكي يمدنا بالقوة لنواصل مسيرتنا في حمل الرسالة التي دعانا الى حملها."

بدوره الاب عبود شدد على ان "كاريتاس تعمل مع كل المحتاجين من اقصى شمال لبنان الى اقصى جنوبه وبيروته وبقاعه"، لافتا الى أن "خدماتنا تطال كل انسان في كل المناطق ومن كل ​الطوائف​ من دون تمييز"، مؤكدا أن "صراخ الاطفال وأنين الموجوعين والجائعين هم الناقوس الذي يدعونا ان نذهب الى كل انسان. تهتم كاريتاس بالانسان المشرد والغريب على ارضنا فإن دعاهم الناس عبيداً دعوناهم أحباء"، مشددا على أن "كاريتاس قسم الاجانب، باللاجئين وذلك ضمن الخدمات التي تقدمها الجهات المانحة فنخدم اللاجئين إخوتنا على ارض الوطن"، ومؤكدا أن "كاريتاس تهتم بكل العائلات وبكل شخص يقرع بابها وتحاول ان تساعده بكل ما اوتيت من قوة."

وأضاف: "جئنا اليكم فخامة الرئيس حاملين معنا اوجاع المتعبين والجائعين، صراخ الاطفال الذي يأتون الينا يطلبون لقمة عيشهم. نأتي اليكم حاملين معنا طبقات جديدة من ​الفقر​ لأشخاص كنا اعتدنا ان يساعدونا وها هم اليوم بسبب ايقاف عملهم يمدون اليد طالبين المساعدة"، مضيفا: "نجسر بالقول بأن كاريتاس ليست جمعية كباقي الجمعيات الخيرية إنما هي على امتداد الوطن عشرات آلاف المستفيدين، فلا يجوز ان تحرم من اي حقوق لها لدى الدولة اللبنانية".

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومشيرا الى ان كاريتاس معروفة بخدماتها لجميع اللبنانيين من دون أي تمييز، وذلك منذ تأسيسها، في قلب الحرب اللبنانية في العام 1976 وما خلفته من مآس، وقد بقي عملها مستداما في لبنان. وإذ هنأ المجلس الجديد على تعيينه، فإنه تمنى له كامل النجاح في مدة ولايته وهي ثلاث سنوات، داعما كافة الجهود التي تبذلها كاريتاس في خدمة الانسان، ومنوها بنشاط اعضاء عائلتها وانتشارهم في مختلف المناطق اللبنانية.