أكد الوزير السابق ​ريشار قيومجيان​، في حديث لـ"النشرة"، أن "​القوات اللبنانية​ ليست بعيدة عن الواقع، و​الحكومة​ قد أثبتت فشلها الذريع مما شكل خيبة أمل كبيرة للبنانيين، خصوصًا أن كثيرين منحوها فرصة للقيام بدورها و​تحقيق​ الحد الأدنى من الإنجازات، وبرأينا آن الاوان لتغيير كل ​السلطة​ الحاكمة".

ولفت قيومجيان إلى أن "التغيير يجب أن يشمل الجميع بدءًا من ​رئيس الجمهورية​ كما يجب تغيير ذهنية إدارة البلاد، لأنّ لا عذر أمام هذه السلطة اليوم، فهي تملك ​رئاسة الجمهورية​ والسلطة التنفيذية وبيدها رئيس ​المجلس النيابي​ والأكثرية النيابية، فأي عذر لديها للعجز الحاصل"؟.

وشدّد قيومجيان على أن "القوات اللبنانية تؤيد طرح إجراء إنتخابات نيابية مبكرة وفق القانون الحالي، لأن من الصعوبة بمكان الوصول إلى إتفاق على قانون إنتخاب جديد، وهذا يستغرق وقتًا طويلًا"، مشيرًا إلى أن "موازين القوى قد تكون تبدّلت منذ الإنتخابات الأخيرة بفعل ​الإنتفاضة​ الشعبيّة، وإذا كان خيار إسقاط السلطة بالشارع غير قابل للتطبيق، فإن الإنتخابات المبكرة هي السبيل الديمقراطي الأسلم للتغيير".

وردًا على سؤال حول مآخذ البعض على "القوات اللبنانية" بسبب تصويبها على العهد و"​التيار الوطني الحر​" فقط في حين تحيّد الآخرين، اعتبر قيومجيان أن "المحاسبة تكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتق الأفرقاء، وعلى الرغم من ذلك لم نسكت عن ايّ ملف وجدنا فيه أية شوائب، وقد خضنا معارك سياسية في ملف ​وزارة الإتصالات​ وطالبنا بتشكيل هيئة ناظمة على غرار مطالبتنا بالهيئة نفسها ل​قطاع الكهرباء​، ولكن ملف الهدر الأكبر هو الكهرباء، وقد تولاها التيار الوطني الحر منذ سنوات طويلة، وهذا لا يعني أننا سكتنا عن صناديق ​الجنوب​ والمهجرين و​مجلس الانماء والاعمار​ وغيرها، وقد وقع خلاف مع رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ حول بعض الملفات، وهذا دليل على عدم سكوتنا عن أيّة تجاوزات".

وعن ​العقوبات الأميركية​ وتأثيرها السلبي على لبنان، اعتبر قيومجيان أن "القول بأن ​أميركا​ هي من تقف خلق إرتفاع سعر صرف ​الدولار​ هو غير صحيح، فالدولار الذي يحتاجه لبنان في التجارة الخارجية هو أكبر من مدخولنا، ودولارات المودعين تبخّرت، وخزائن ​المصارف​ باتت خاوية بعدما تم تحويلها إلى ​مصرف لبنان​ ومن ثم إلى الدولة"، مؤكدًا أن "لبنان اليوم أمام مأزق كبير بسبب سوء إدارة الدولة للمالية العامة، ومن الممكن اتهام أميركا بمنع ​الدول المانحة​ بتقديم الدعم للبنان، ولكن ماذا فعلت ​الدولة اللبنانية​ لتستحق الدعم"؟، مشيرًا الى أن " نظرية المؤامرة لم تعد تنفع، والأكيد أن العقوبات الأميركية على ​حزب الله​ ليست هي سبب ارتفاع الدولار".

وحول عودة الحديث عن توحيد جبهة المعارضة، أوضح قيومجيان أن "القوات اللبنانية تؤيد فكرة تشكيلها موحدة تضع في أولوياتها الوضع الإقتصادي والمعيشي الصعب وهنا لبّ الموضوع بالنسبة لنا، لأنه في الموضوع السيادي نحن على إتفاق مع ​تيار المستقبل​ و​الحزب التقدمي الإشتراكي​، وخلافنا كان على طريقة إدارة الدولة"، مؤكدًا أن "إذا تم الاتفاق على رؤية موحدة تشمل كل الملفات المالية والاقتصادية ليس لدينا أي مانع من الإنضمام الى مثل هذه الجبهات، أما أن ندخل في حلف يرفع الشعارات دون وجود أهداف وعناوين واضحة فهذا محكوم عليه بالفشل".