اشار رئيس حزب ​القوات​ ​سمير جعجع​ الى اننا "كشعب ​لبنان​ي "ما رح نخلص" فنحن مررنا بظروف صعبة ونحن علينا ان نرى كيف نصمد في هذه الظروف غير المسبوقة، فالموضوع له علاقة بالوضع برمته، الوضع لا يحتمل علاجات روتينية كالتي كنا نراها سابقاً، لذا كان يجب أن يقف أحد ليقول "خلص"، وهناك مئات الآلاف الذين خرجوا الى الشوارع، فيما البعض يحاول تقزيم ​الانتفاضة​ الشعبية، صحيح أن الحماسة في البداية كانت اقوى، ولكن الموضوع لم ينته، والانتفاضة ستعود اقوى بكثير من 17 تشرين".

ولفت جعجع في تصريح تلفزيوني، الى ان مطالبتنا برحيل المجموعة الحاكمة أبعد من مجرد أن رحيل ​الرئيس ميشال عون​ من الحكم، المجموعة الحاكمة وقوامها الواضح وهو ​حزب الله​ و​التيار الوطني الحر​ مع بعض حلفائهما، منذ عشر سنوات تمسك بزمام الأمور بشكل مباشر وغير مباشر، وقد واكبت هذه المرحلة عن كثب وعن بعد، ويجب ألا ننسى أننا انتظرنا 11 شهراً ليأتي جبران باسل وزيراً، ومن بعدها انتظرنا 9 أشهر ليأتي وزيراً للطاقة. كما يجب ألا ننسى أن أحد اللاعبين السياسيين في لبنان مسلح، والكثير يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، باعتبار أن هناك وهج للسلاح في لبنان في مكان ما. اضاف قائلا "التغيير بيد ​الشعب اللبناني​ وبيده فقط وباستطاعته التغيير في ​الانتخابات​، واقرب حل ممكن هو انتخابات نيابية مبكرة".

وشدد جعجع على ان الحكومة الحالية ليست حكومة حزب الله ويجب تركها للممارسة قراراتها وتطعيمها ببعض الاسماء. وذكر بأنه "منذ الـ2016 حتى الآن كانت مدخرات مصرف لبنان نحو 60 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين، السلطة كانت بيد التيار وحزب الله، هناك من يقول الانهيار سببه سنوات خوالي ولكن هل نأتي بعهد جديد من أجل الاستمرار بالتدهور أم لكبحه وإنقاذ البلاد؟ ما حصل هو أن الوضع تدهور أكثر بكثير مما قبل، نحن كلنا معارضة ولكننا لسنا جبهة واحدة". واشار الى ان "الوضع تدهور أكثر بكثير في آخر 10 سنوات. منذ 2010 حتى 2020، زاد الدين العام 50 مليار دولار. انتم رتبتم ديون بـ 50 مليار دولار في 10 سنوات".

واعلن جعجع بأنه جرى اتصال اليوم مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للاطمئنان عليه بعد الحادث الأمني وكان الاتصال ودياً، والخلاف التكتيكي مشروع جداً.

واكد بأنه لا يمكن لأحد أن يقول "ما خلوني" بحين أن الأكثريّة بيده فتحالف مجموعة السلطة هو الأكثرية الحاكمة. ولكننا سلمنا جدلاً وقلنا لهم إذا "ما خلوكن" فنحن مستعدون أن نأخذ وزارة ​الطاقة​ ولكنهم ما لبثوا أن جن جنونهم. ونحن لكنا حليّنا مشكلة الكهرباء لو اننا استلمنا هذه الوزارة. وذكر بان المشكلة أن هناك من يريدون إدارة ملف الكهرباء عن بعد عبر تسمية مساعدين لهم لاستلام الوزارة، فيما نحن أثبتنا ان معيارنا لتسمية الوزراء للحقائب التي نستلمها هو الكفاءة والكفاءة فقط، لذا فالوضع لا يترجم الا بانتخابات نيابية مبكرة وممارسات مغايرة عن الممارسات السابقة. اضاف "ليس هناك أي حس بالمسؤولية لدى الأكثرية الحاكمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. المطلوب الحد الأدنى من الحس بالمسؤولية. وبيفاني كان لمدة 20 سنة مديراً عاماً لوزارة المال، وعندما رأى ان الوضع بدأ بالتدهور، قدم استقالته ورحل".

وذكر بأن بيفاني قريب من الرئيس عون، ومن الأكثرية الحاكمة، وما قاله عن الفشل في إدارة الأزمة اليوم لا يمكن أن يعد سوى أنه "شهد شاهد من أهله". تبين انهم فاشلون ولا يستطيعون إدارة البلد، اقله ليقولوا "ما قدرنا" أو "ما عرفنا".

واوضح بأن هناك من يحاول إقناعنا بأن أسباب ما يحصل الآن هو الضغط الدولي على "حزب الله"، في حين أن هذه ليست المرّة الأولى التي تضع فيها الولايات المتحدة الأميركيّة عقوبات على أشخاص يدعمون "حزب الله" والحقيقة أن الأزمة التي نعيشها الآن نتيجة تراكمات عمرها سنوات. وسال "اين حصار الولايات المتحدة على لبنان؟ فهل واشنطن هي من يتمنع الدولار من الدخول الى لبنان؟ طبعاً لا هي بريئة من الوضع المالي المأزوم عندنا، فالأزمة الحالية من صنع أيدينا واتت العقوبات الأميركية نقطة من غيض".

واعتبر جعجع بأن ما يحصل معيب بحق القضاء اللبناني، فلو كنا بوضع سيادي طبيعي لكنت أول من يرفض ويستهجن ما قالته السفيرة الأميركية، ولكني كنت اتبعت الطرق القانونية. هل القاضي محمد مازح غير مدرك لمضمون بمعاهدة فيينا؟ فصلاحيته غير موجودة في هذه القضيّة من الأساس وعلى القضاء ألا يقوم بدور سياسي. اضاف جعجع: "انا مع احالة القاضي مازح الى التفتيش القضائي لانه بهدل القضاء". واعتبر بأن من داس على الكرامة الوطنية والسيادة، عندما ذهب ليقاتل بسوريا وغير سوريا؟ هناك تفجيرين ذهب ضحيتهما 50 مواطن لبناني، وأثبتت التحقيقات ان نظام بشار الأسد هو من قام بهما، فيما نراهم يذهبون ليقاتلوا دفاعاً عن هذا النظام. اضاف "كنا سنكون أول المعترضين على كلام السفيرة الأميركية لو كان الوضع طبيعي في لبنان، ولكن إدخالنا في المحاور الإقليمية من قبل حزب الله أوصلنا الى هنا". واشار الى انه ليس بالضرورة اننا على عتبة حسم بين الولايات المتحدة وحزب الله، وانا لست بصدد الدفاع عن واشنطن، ولكن الأميركيين دفعوا للبنان في العامين الماضيين 700 – 800 مليون دولار، والدول الخليجية قدمت للبنان 2 مليار و100 مليون دولار. اين هو محور الممانعة ليأتي ويدعمنا كالخليجين؟

وعن موضوع الغاز والتنقيب عن النفط، قال "الحكومة قادرة ان توقف أي تعدي علينا وهذا بحسب القانون الدولي. لذا عليها أن تأخذ هذا الأمر على عاتقها وأن تدرس الموضوع وبالوسائل الدبلوماسية ومن دون عنتريات، فنحن نستطيع حل أمورنا".

واوضح رئيس القوات بانه "في 6 أيار كان هناك خطة اقتصادية، فالحكومة حضرت خطة، وتمت دعوة الأحزاب للأخذ برأيها بهذه الخطة، وإذ بعد شهرين، لم يتم تنفيذ أي شيء من الخطة الاقتصادية ولم يحصل أي شيء لا من ورقة العمل التي قدمناها ولا من الخطة التي قدمتها الحكومة". واشار الى ان السلطة في يدهم. عليهم أن يعملوا ويأخذوا القرارات، عندما كسّروا وسط بيروت، هل اتخذوا القرار المناسب لضبط المخربين؟ طبعاً لاظ فيما نحن عندما يحصل أي شيء نتصل فوراً بالدولة، وفي هذا الإطار مشكور الجيش اللبناني الذي يلبي فوراً.

واشار الى انه دُعينا الى اجتماع في بعبدا تبين لاحقا انه "لعب ولاد صغار". الأزمة في مكان، والاجتماع في مكان آخر كلياً ولا علاقة له بما يحصل في الشارع، لذا لم نشارك ونحن تعز علينا عدم المشاركة باجتماع يدعو اليه رئيس الجمهورية. ولفت الى ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يدير شؤون القصر واغلب الأمور التي تحصل. وانطباعي في آخر سنتين، ان الرئيس عون لم يتعاطى بشيء وكل الأمور والقرارات ينتهي البحث بها عند جبران باسيل وهذا هو واقع الأمور.

اضاف جعجع "لكل شيء أصول، إن كان هناك أزمة، أدعو الى مناقشة هذه الأزمة. ولكن ماذا حدث بعد هذا الاجتماع؟ جل ما حصل هو أن الدولار ارتفع من 5000 الى 8000 ليرة. ميزانية الدولة هي المسؤولة عن تدهور سعر الليرة، وعدم التوازن المالي في الدولة هو المسؤول عن تدهور الليرة". وذكر بأن النمو في السابق وصل لـ8 و 10% ما بين الـ2007 الى 2010، وكنا نحقق فائض أولي. من حينها ومن حين اسقاطهم حكومة الرئيس الحريري وبدأت الأمور بالانهيار. أما بالنسبة لمن المسؤول عن الكارثة التي نعيشها؟ لا اريد ان أدخل في التفاصيل لكن لا شك ان هناك العديد من الأفرقاء مسؤولون عنها.

واعتبر بان الرئيس عون بقوته الشعبية والنيابية، كان خيارنا إلا أنه تبين انه لا يمسك بزمام الأمور وإنما حزب الله، ولكن لو أعاد التاريخ نفسه، لكنا اتخذنا القرار نفسه. وسبب قولي أننا لا ندري إذا ما كنا أخطأنا هو أنني لا أعلم إذا ما كان الفراغ سيؤدي بنا لحالة أسوأ من التي نحن فيها اليوم.

وردا على سؤال إذا انحصر الخيار بين باسيل وفرنجية لرئاسة الجمهورية، قال: هذه فرضيات لا أجيب عليها.

وعن الأحداث في عين الرمانة ودور القوات الأمني، رأى بأن التبادل بين عين الرمانة والشياح هو نفسه بين عين الرمانة وفرن الشباك وليس هناك حائط برلين بين الشياح وعين الرمانة. ولكن المشكلة هي في 100 او 200 دراجة نارية يأتون ويشتمون للطرف الآخر ولكن هل هؤلاء يمثلون كل الشياح؟ طبعاً لا. كما أنني لا استطيع أن اسمح لشبابنا بالذهاب على دراجات نارية الى مناطق أخرى بأعلام "القوات" لشتم رموز وزعماء هذه المناطق التي أهلها بطبيعة الحال لن يقبلوا ذلك، العكس صحيح، ومن الطبيعي وجود الناس بالشارع بعد كل ما حصل وبعد ان وصل الدرك باللبناني لحد البحث عن الأكل بالقمامة. واعتبر بأنه من الحرام ان يقال ان هناك محاولة للذهاب الى فتنة بنزول الشعب الى الشارع. وفي هذا الإطار أحيي الجيش وقوى الأمن الداخلي قيادة وأفراد على كل الجهود التي يقومون بها فلولا هاتين المؤسستين لكانت نشبت الفوضى الاجتماعية.

وعن رحلة لبنان الى صندوق النقد الدولي، لفت الى انه بوجود المجموعة الحاكمة علينا الا نتأمل بأي شيء ومن الطبيعي أن تكون رحلتنا قد انتهت، فمن 8 أشهر حتى الآن، ليقل لي أحد عن خطوة واحدة قامت بها المجموعة الحاكمة بالاتجاه الصحيح. اضاف "لم أفهم ابداً معنى "الذهاب شرقاً" في حين ان أهم شريك تجاري للبنان منذ سنوات هو الصين. وليس صحيحاً ان هناك "فيتو" على دخول الصين الى السوق اللبناني ولا شك ان هناك تنافس كبير بينهم وبين الأميركيين. أليست شركة صينية هي التي أخذت قسم من الاتصالات؟".

واشار الى ان إيران في حرب مع الأميركيين، وتريدني الآن أن أشتري من إيران؟ متى كان السوق اللبناني مغلق على البضاعة الإيرانية؟ ولكن على هذه البضاعة أن تكون تنافسية من أجل اعتمادها. وشدد على ان إيران ليس مرجعا في موضوع الأدوية. واكد بأنه ليس صحيحاً ما يقال عن أنه لا يوجد من يصلح من أجل العمل في الدولة وإخراجها من الأزمة، فاقله نحن نصلح من بعد تجاربنا الوزارية والنيابية لنكون في الحكم. وسأل هل يجوز ان نضحي بلبنان من أجل مصالح إيران في الخليج؟

وذكر رئيس القوات بان مقوماتنا لا تزال جيّدة وهذا ليس من باب التفاؤل ولكن بناءً على الثوابت تاريخية. مر علينا أوقات صعبة وخرجنا وسنخرج من الأزمة لا محالة، فلبنان موجود وعاجلاً أم آجلاً سنخرج مما نحن فيه الآن، والأمر الواقع في لبنان لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية باعتبار أن الثوابت الاجتماعية أقوى من أي شيء في لبنان.

واوضح بأن هناك جبهة معارضة حالياً، ولكنها تعمل على أكثر من محور، كوجود ثلاث عساكر يطلقون النار على نفس الهدف ولكن من ثلاث زوايا مختلفة ويتراشقون بالحصى بين الحين والآخر. لماذا ليست جبهة واحدة؟ لأن الطرفين الآخرين رأيهما ان لا يكون هناك جبهة متراصة كي لا يصل الوضع لما لا تحمد عقباه، والوضع يتطلب تغييرات كثيرة. نحن نطالب يومياً بجبهة معارضة واحدة شفافة لتغيير كبير في لبنان.

وذكر جعجع بأنه لا يمكن ان يكون ما حصل في الأمس محاولة اغتيال للحريري، تبعاً لما أطلعني به خلال اتصالنا اليوم. اضاف "لا يمكن في المستقبل ان تستمر الأمور بالترقيع، فما بين الـ2005 والـ2010 عشنا مرحلة ذهبية بالرغم اننا قضينا بالاغتيالات ومن بعدها احتل وسط بيروت الى حين حصول اتفاق الدوحة". ولفت الى ان مشروعنا ان نصل الى دولة متحضرة، فلبنان بلد تعددي، وإذا نسيناها سيخرب. وعلى الشارع ترجمة طموحه في الانتخابات والتعاطي معها بشكل إيجابي وأنا لست متخوفاً من عزل "القوات". لا أعرف ما هي حسابات الأفرقاء الآخرين، ولكن علينا ان نتعاطى مع الأشخاص الموجودين للوصول الى حلمنا.

واشار الى ان الأوضاع لمزيد من التدهور. لن نصل الى الجوع وانا أتوجه الى كل الانتشار بالدعوة لتبني كل عائلة بالخارج على عاتقها عائلة هنا فـ200 دولار شهرياً لن تفقر عائلة بالخارج في حين أنه مع سعر صرف الليرة الموجود يمكن أن تعيل عائلة في لبنان، ونحن نحاول القيام بتوأمة بين عائلات في الخارج وعائلات في لبنان، باعتبار أننا علينا الاعتماد على بعضنا البعض كي لا نصل الى الجوع. فنحن في زمن رديء الآن.

وذكر جعجع بأن المطلوب إرادة ورغبة سياسية ولكن هذه الإرادة غير موجودة. انا لست مع خارطة طريق الحكومة باعتبار أن خارطة الطريق الفعليّة واضحة جداً، هناك 10 بنود إصلاحية علينا البدء بإقرارها مباشرة. واعتبر بأنه علينا التفكير بكيفية ايقاف الهدر الحاصل بلبنان قبل ان نفكر من أين يجب أن نأتي بالمساعدات، وأنا بهذا الإطار أشك ان نأتي بـ3 او 4 مليارات دولار من صندوق النقد. لذا علينا ان نتوقف عن نصب العداء للخليجيين الذين هم الوحيدين القادرين على إعطائنا المساعدات من دون أي سؤال او شرط.

واشار الى ان "الهيركات" كلمة كبيرة، المصارف وضعت يدها على ودائع الناس كافة، ولكن على الدولة ان تتحمل جزءاً، ومصرف لبنان الجزء الآخر فنحن لا نريد ان نصل الى ما وصلت اليه فنزويلا او الارجنتين.