اعتبر "التيار- الخط التاريخي" في ​مؤتمر​ صحافي أن "الاداء السيء للطبقة السياسية المتحكمة برقاب اللبنانيين منذ 1990 والنتائج الكارثية التي اوصلت البلد اليه كان كفيلا بالاطاحة بها لولا تشتت اللبنانيين وانسياقهم وراء غرائزهم المذهبية والطائفية والحزبية، خصوصا مع عجز الطبقة السياسية عن القيام بالإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمات المالية وال​اقتصاد​ية المتلاحقة والمكابرة في التعاطي مع الناس وقد تجلى ذلك بالتعاطي مع انتفاضة السابع عشر من تشرين، وما تبعها من احداث ونتائج. اما خارجيا وبعد 19 عاما من الصراعات في منطقتنا منذ 11 أيلول 2001 والانطلاق الى عالم متعدد الأقطاب سينتج معادل اقليمية جديدة، ستؤدي الى الاطاحة بهذه الطبقة السياسية لأن القواعد الداخلية والخارجية التي تحكمت باللعبة السياسية قد انتهت"، مشيرا الى أن "اللبنانيين يجدون أنفسهم أمام ​مجلس نيابي​ وحكومة عاجزين عن تقديم حل، ف​الحكومة​ رغم اعتبارها حكومة لون واحد أو متجانسة سقطت وتجاوزت فترة السماح بحكم بعل جائحة ​كورونا​ التي كان يفترض أن تكسبها وقتا. التخبط في مقاربة مجمل الملفات يظهر عدم قدرتهما على اتخاذ قرارات صائبة وحاسمة للخروج من الازمة".

ولفت الى أن "أوجه التخبط تظهر من خلال: غياب خطة واضحة للتفاوض مع ​صندوق النقد​ وأصحاب الاختصاص، عدم مقاربة الخسائر بموضوعية، عدم القيام بالاصلاحات التي إقترحتها ​الدول المانحة​، مهزلة ​التعيينات​، الإمتناع عن تطبيق القوانين وعدم ​مكافحة الفساد​، التعاطي بخفة مع سقوط ​المصرف المركزي​ و​القطاع المصرفي​ وغرق هيكلية ​الدولة​ بالفساد واغراقها بأعداد كبيرة من الموظفين، مقاربة غير واضحة للضغوط الخارجية المتزايدة التي أدت الى حجب المساعدات لبناء اقتصاد"، مؤكدا أنه "رغم كل ذلك، رؤيتنا للظروف تبقى متفائلة شرط استغلال التطورات والتبدلات كشعب موحد يستطيع الإستفادة من الظروف".

وتوجه الى "القيادات التي تسعى الى التغيير"، مؤكدا أنه "يمكن تحويل التحديات الى فرص اذا عرفنا الإستفادة منها قبل الانهيار. لعبة الامم لا ترحم الشعوب ولا تنتظر حل الخلافات الداخلية. هذا العمل جهد وطني مشترك ونحن بحاجة الى توحيده لأن لا أحد قادر وحده على احداث التغيير"، داعيا الى "خلق جبهة يكون الجميع فيها شركاء تحدد رؤية مشتركة للأشهر المقبلة وتتفق على النقاط الاساسية لهذه المرحلة".

كما توجه الى "الثوار من كل المناطق واللبنانيين المقتنعيين بالتغيير"، مشددا على "أننا جميع نحتاج الى الخروج من ​الأزمة​ بأقل الخسائر وعدم الدخول بآتون الفتنة الداخلية"، معتبرا أن "مشكلتنا سياسية بالدرجة الاولى ونحن سببها لأننا انتخبنا طبقة سياسية أمعنت في الفساد وأصلتنا الى ما نحن عليه. خلافنا مع الطبقة السياسية يجب أن لا ينسحب على مناصري هذه الطبقة فهم لبنانيون مثلنا ويجب اقناعهم بوحدة مصيرنا بدل إستفزازهم. اي ​تظاهرة​ هي وسيلة للضغط لاحداث التغيير ويجب التنبه الى المندسين في ​التظاهرات​ الذي يعملون لصالح جهات محلية وخارجية لديها حسابات مختلفة عن مطالب ​الشعب اللبناني​".

كما توجه الى محازبي "​التيار الوطني الحر​، ولاسيما الذين شاركوا في تأسيسه ودفعوا الاثمان من أجل نشأة هذا التيار وصولاً الى يومنا الحاضر"، قائلا: "التيار قام على قيم معلنة من قبل مؤسسه العماد ​ميشال عون​، ومن كل من شارك في هذا المشروع منذ تسعينييات القرن الفائت. إن مشكلتكم ليست مع الآخرين إنما مع ذاتكم. عليكم البحث عن سبب الانحراف في سلوككم، والتخبط الذي تعيشونه، ليس بسبب ماضيكم فلا أحد يستطيع ان يُعيّركم فيه، لأنه كان ماضياً مشرفا. كنتم فيه مؤتمنين على قضية شعب واستمرار وطن. انظروا الى حاضركم وزينوه بميزان امسِكم. إن لم تكن لديكم الجرأة لإعادة النظر بسلوكيات اليوم، والتوقف عن الكذب على ذاتكم، لن تنجحوا وانتم محكومون بالزوال. لستم اكبر من التاريخ وهو مليء بالأمثلة والعبر"، مشددا على أن "هذا الوطن الذي لم يسقط مع كل الإختلافات لن تستطيع أزمة اقتصادية أن تسقطه، هذا الوطن الذي صمد رغم الحروب والنزاعات، لن نقبل أن يباع، هذا الوطن الذي قدم الشهداء لن نسمح أن تفتته طبقة سياسية فاسدة ومفدسة".