كثرت في ​الساعات​ الماضية التحليلات والتأويلات، وضخ المعلومات المفبركة حيناً، والتي تعكس تمنيات البعض حيناً آخر، وجزء منها مرتبط بحملة التهويل على الناس، وبث مزيد من اجواء الاحباط واليأس وتأليبهم على ​الحكومة​.

هذه الاجواء المسمومة كانت قيد المتابعة لدى "​الثنائي الشيعي​" وتحالف ​8 آذار​، وفق ما تؤكد اوساط بارزة في تحالف "​حزب الله​" و"​حركة امل​".

وتقول ان حلفاء "الثنائي" تلقوا تأكيدات منهما ان الحكومة باقية وان لا ​استقالة​ لرئيسها ​حسان دياب​ ولا احد من ​الاكثرية​ واقطابها ضغط عليه او طلب منه الاستقالة، وكل كلام عن ذلك غير صحيح ومفبرك.

وتنقل الاوساط عن زوار الرئيس ​نبيه بري​ و"حزب الله" ان الطرفين ليسا في وارد الاستقالة من الحكومة وضد اي استقالة لها كما ان اي تغيير للحكومة في توقيته ومضمونه وفي ظل هجمة اميركية واوروبية وخليجية امر انتحاري وغير محسوب. فهو سيقودنا الى ازمة حكم واسعة النطاق كما سيزيد من عمق المأزق الاجتماعي والمعيشي والمالي.

لذلك الطرفان متمسكان بدياب والحكومة اذ يقود رئيسها ​السفينة​ بحكمة رغم كل التخبط والمآسي التي يعيشها البلد ففحجم التحديات وخطورتها اكبر بكثيرمن الامكانات. واذا كان للحكومة عثرات وسوء اداء لبعض وزرائها فهذا لا يعني التسليم بذهابها وورمي البلد في المجهول.

وتلفت الاوساط الانتباه الى ان ما قيل خلال الساعات الماضية ايضاً عن توجه 3 او 4 وزراء للاستقالة وبينهما وزيرتان، وان هناك توجهاً فورياً من الرئيسين ​ميشال عون​ وحسان دياب لتبديلهم، ليس الا مناورة سياسية حتى الآن، ولم يبحث بين الاقطاب والقيادات بشكل جدي وهو حت الآن كلام بكلام. ولو حصل ذلك واراد احد الوزراء الاستقالة فهو حر ولن يجبره احد على البقاء، وخصوصاً من يقل منهم انه سيخرج من المركب قبل غرقه، فتقول له الاوساط من كان يسمع به ومن يأبه لما يقوله؟ ولو لم يأت وزيراً في الحكومة هل كان سيعرفه الناس ويتابعه الاعلام؟

وتشير الاوساط الى ان لا مكان لـ"الغنج السياسي" او "تربيح الجميلة"، فالكل يعرف حقيقة الوضع المأساوي للبلد، وحجم المأزق الموجود. وكل القوى السياسية مسؤولة عنه ولا يمكن لاحد كالرئيس ​سعد الحريري​ او الدكتور ​سمير جعجع​ والنائب السابق ​وليد جنبلاط​ ان يحمل الحكومة مسؤولية وهو موجود في ​مجلس النواب​ ويغسل يديه من المرحلة السابقة.

وتلفت الاوساط الى وجود توجه واضح من الاميركيين والفرنسيين لاسقاط حكومة دياب وانضم الى هذه المطالبات قوى داخلية عديدة في صفوف المعارضة ومنهم رؤساء جمهورية سابقين ورؤساء حكومة سابقين واحزاب ك​الكتائب​ والقوات كما انضمت اليهم سفارتا ​السعودية​ و​الامارات​ في ​لبنان​ مع وجود تحرك تركي في ​شمال لبنان​ و​البقاع​.

وتؤكد ان المطالب ​الجديدة​ – القديمة للاميركيين ترتكز على اخراج "حزب الله" من الحكومة نهائياً وعدم تمثيل حزبيين، والمطالبة بحكومة مستقلة وتجري ​انتخابات​ نيابية مبكرة بإشراف دولي. اي وضع اليد بالكامل على البلد والانقلاب على انتخابات العام 2018 ورمي مليون ونصف مليون شيعي في البحر. وتحويل سلاح "حزب الله" و"حزب الله" الى "عصابة مارقة وخارجة عن القانون". وكذلك التخويف والتهويل على حلفاء الحزب ولا سيما الرؤساء الثلاثة عون وبري ودياب ومحاصرتهم جميعاً والضغط على النائب ​جبران باسيل​ لفك التفاهم مع "حزب الله".

وتشير الاوساط الى ان المواجهة باتت مفتوحة سياسياً مع كل هذه الجبهة ولا سيما مع تزايد الضغط ​الاقتصاد​ والمالي والذي يترجم في التلاعب بالسوق السوداء للدولار وتاخير شحنات ​المازوت​ و​الفيول​ وصولاً الى تحريك بعض الساحات والشارع وممارسة التحريض الاعلامي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي و"الواتس اب". وتقول الاوساط ان التوجه شرقاً وتحديداً تجاه ​ايران​ بات امراً واقعاً. وهناك ترقب لوصول ​مساعدات​ ايرانية متنوعة، ومنها جزء غذائي وتمويني اساسي خلال اسبوعين والذي من شأنه ان يريح الوضع الداخلي قليلاً وان يلتقط الناس انفاسهم.