اشار رئيس ​الحكومة​ السابق تمّام سلام إلى انّ الفريق الحاكم أوصل ​لبنان​ الى الهاوية وعليه أن يتنحّى ويفسح المجال للآخرين للقيام بمحاولة انقاذ. واعتبر أنّ ​رئيس الجمهورية​ يتحمّل مسؤولية كبيرة عمّا آلت إليه أحوال البلاد، وأن مواقف ​حزب الله​ الحادّة تجاه الأشقاء العرب هي التي أوصلت لبنان الى عزلته الحاليّة.

ولفت سلام في حديث تلفزيوني، الى أن الحكومة الحالية "ليست على المستوى المطلوب ولا تملك القدرات والامكانات التي تخولها مواجهة هذه المرحلة الصعبة". وأضاف أن "الأمر كلّه يتلخّص بكلمة واحدة هي الثقة، والثقة مفقودة بقيادات البلد ومسؤوليه". وتابع "يحلو للبعض أن يقول ان ما وصلنا اليه هو نتيجة تراكم السياسات التي اتّبعت في السنوات الثلاثين الماضية، ولكن الحقيقة هو أننا منذ بداية العهد أبلينا بلاء سيئاً فاق كل ما حصل خلال ثلاثين سنة. أداء المسؤولين من القمة الى ​القاعدة​ لم يكن على المستوى المطلوب لأنه اعتمد مقاربات مشوّهة وثأرية وحاقدة وفتنوية لتصفية الحسابات. وقد استُخدمت في ذلك أدوات مختلفة ابرزها ​القضاء​ الذي استُعمل لملاحقة ومعاقبة الخصوم السياسيين.. إنّ كلّ ما عايشناه في السنوات الماضية أتى نتيجة العرقلة والتعطيل بدلاً من الاصلاح والتغيير ما أدى الى ​سياسة​ تدميرية وتخريبية".

ورداً على سؤال عن حكومة الرئيس حسّان دياب، قال سلام "هي حكومة لون واحد تمّ تأليفها من دون صعوبة وقيل أنها حكومة مستقلين فإذا بها حكومة تابعين لقوى سياسية. هذه الحكومة هي جزء من المشكلة اما المشكلة فهي تكمن عند المسؤولين الكبار ، بدءاً من رئيس الجمهورية الذي جاءته فرصة ذهبية بأن يوافق على تشكيلات قضائية أجراها مجلس الأعلى للقضاء بإجماع أعضائه فرفضها رغم أننا بأمس الحاجة إليها لأنها تشكل المدخل الى استقلال القضاء. رماها في سلة المهملات لأنه يريد الابقاء على بعض ​القضاة​ الذين يخدمون توجه فريقه السياسي". وراى إنّ حزب الله قدم تغطية كبيرة للتيار الوطني الحرّ "مما سمح للتيار بالتمادي في إضعاف البلد والاستيلاء عليه وفرض سطوته على الناس تحت شعار ​محاربة الفساد​ وهو أكبر ضالع في الفساد".

وعن سبب العزلة التي يعاني منها لبنان حالياً، قال "لبنان كان لديه دائماً العديد من الأصدقاء الذين لم يقصّروا يوماً تجاهه، و​الدول العربية​ بالذات كانت تتداعى في المحطات المفصلية لإنقاذنا، لكننا استعدينا أشقاءنا بسبب المواقف الحادة تجاههم وأبرزها مواقف الأمين العام لحزب الله وتهجمه بلا حدود على الدول العربية وفي مقدمتها ​المملكة العربية السعودية​ و​دول الخليج​ التي لم نر منها يوماً إلّا الخير للبنان واللبنانيين. هذا أمر خاطىء. ولكن حزب الله لديه حسابات اقليمية ضررها على لبنان واضح".

وعن قضية الكهرباء قال "منذ إحدى عشرة سنة وملف الكهرباء في يد فريق سياسي معين ونحن نتكبد سنوياً مليار ونصف دولار من هذا القطاع ونسمع وعوداً بتأمين الكهرباء على مدار الساعة. واليوم يقولون ما خلّونا. هذه وزارة الطاقة بايديكم، ومن بعدك أتيت اليها باول مستشار وثاني مستشار وثالث مستشار. ماذا حصل؟ هل يعقل ان نرفض مرة واثنتين وثلاث مرات عروضا خارجية للمساعدة. في العام 2015 جاء رئيس البنك الدولي ومعه الأمين العام للأمم المتحدة وقال لي أمام الجميع: نحن مستعدون ان نتكفل كهرباء لبنان أعطونا الفرصة. الفريق الذي يسيطر على الكهرباء رفض. أتى إخواننا الكويتيون ليساعدونا أيضاً عبر الصندوق العربي للتنمية لكن الجواب كان الرفض أيضاً. أرادوا إبقاء الأمور في ايديهم لندخل في زواريب الفساد وتنفيع المحاسيب الذي نتج عنه دين كبير". وعن الوضع الاقتصادي العام قال الرئيس سلام "نحن في وضع صعب جداً جداً لا يمكن مقاربته بالمزايدات ومن خلال تهديم واستهداف المؤسسات المصرفية ومصرف لبنان. القطاع المصرفي ليس وحده المسؤول والبنك المركزي ليس وحده المسؤول. المسؤولية الاولى تقع على عاتق القيادات السياسية التي لم تكن على مستوى التحدي".