رأت مصادر في المعارضة والموالاة عبر "​الشرق الأوسط​" ان رئيس ​الحكومة​ ​حسان دياب​ ذهب بعيداً في حملاته التي غمز فيها من قناة دولاً عربية شقيقة وأخرى صديقة، ظنّاً منه أن لا بديل من هذه الحملات لتوفير حد أدنى من الحماية له في وجه تصاعد الدعوات إلى استقالته، خصوصاً أن من قادها وانضم إليها لاحقاً هم من "أهل البيت"، أكانوا من داخل الحكومة، أو من المنتمين إلى القوى السياسية التي تشكّلت منها.

ولفتت إلى أن "دياب بحملاته هذه أوصد الأبواب في وجه إمكانية تصويب العلاقات العربية - اللبنانية، ولم يبق معه سوى الأطراف الإقليمية التي يتشكّل منها "محور الممانعة" بقيادة ​إيران​ والنظام في ​سوريا​ و"​حزب الله​"، الذي تلقى من دياب "هدية سياسية" مجانية بهجومه بطريقة غير مباشرة على ​الولايات المتحدة​ ودول عربية".

واعتبرت المصادر نفسها أن "دياب يتوخى منها تسليف "حزب الله" فاتورة سياسية لعله يسترد ثمنها لاحقاً ببقائه على رأس الحكومة التي تتخبّط في حالة من الإرباك، ولم تنجح حتى ​الساعة​ في ​تحقيق​ ما وعدت به، وما زالت تراوح مكانها في مفاوضاتها مع ​صندوق النقد الدولي​، بسبب تردّدها في الاستجابة للإصلاحات المطلوبة منها". وأكدت ان "دياب أوقع حكومته في اشتباك سياسي، وكأنه أراد لها أن تتموضع في محور إقليمي محظور عليه عربياً ودولياً، وتقول بأنها تستغرب لجوءه إلى استخدام تعابير من صنع استخباراتي من دون أن يعني بالضرورة أنه استعان ب​تقارير​ أمنية رُفعت إليه، رغم أن معظم ​الأجهزة الأمنية​ لا تعلم بها. وتعتبر أن دياب أراد أن يرمي مسؤولية إخفاق حكومته على المعارضة، متهماً إياها بارتباطها بالخارج، وتؤكد بأن ما قاله يبقى في حدود تبرئة ذمّته هروباً منه إلى الأمام".