نظم "​حزب الله​" و"​حركة أمل​" والأحزاب و​القوى الوطنية​ والإسلامية، لقاء في مركز الإمام الخميني الثقافي في ​بعلبك​، جمع رؤساء وأعضاء المجالس والاتحادات البلديات، وتناول الأوضاع الأمنية والمعيشية.

وأشار الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في ​لبنان​ ​محمد يزبك​، خلال اللقاء، إلى أنه "تتمثل في هذا اللقاء شرائح الوطن العزيز، ويجسد روح المواطنة، وهي فوق كل اعتبار، وهي الإطار الجامع لإنساننا وعيشنا الكريم، وبحوار تراعى فيه كلمة سواء درءا لمخاطر لا يسلم منها أحد، ولا ينفع ندم بعد فوات الأوان".

واعتبر يزبك أن "التقصير بأداء المسؤولية أوصلنا إلى ما نحن فيه من مصائب ومحن، ومشكلتنا، كما هي مشكلة الشعوب، الشعور بالعجز إزاء عداء القوى الاستكبارية، ولكننا سننتصر ونتغلب على الواقع المؤلم الذي فرض، باجتماع الأبدان والأرواح، وبوحدة الكلمة والهدف، وإننا قادرون بالإرادة والعزيمة والمواقف الجادة على مواجهة ما يفرض من أسياد القوة والمال بمنعنا وشعوب المنطقة من اتخاذ القرار حول شؤون ​الاقتصاد العالمي​، لنبقى في لبنان والمنطقة نعيش معاناة الفقر والفاقة رغم المصادر الطبيعية الهائلة والأراضي الخصبة الشاسعة والأنهر والبحار والغابات الواسعة والثروات الطائلة، علينا أن نخرج من رؤوسنا فكرة عدم القدرة، بل بالعزيمة نتمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي، بالاعتماد على أنفسنا في الزراعة والصناعة".

كما أفاد بأن "مؤامرة التجويع أشد فتكا من حرب عسكرية، ولا يواجه الفقر إلا بتشابك الأيدي والتعاون"، منوهاً بأنه "نحن نحمل السلطة مسؤولية ما يحصل من فلتان أمني، إن لم نتهمها بالتواطؤ، والدولة بكافة أجهزتها مسؤولة عن أمن الناس ورفع الحرمان، أما البلديات فهي حكومات مصغرة لها دورها الفعال في مواجهة معاناة الفقر والحرمان، ولها القدرة للحد من الفلتان الأمني، بالتعاون مع السلطة المركزية، وعلى البلديات والاتحادات السهر على مصالح الناس من موقع مسؤولياتهم".

من جهته، أفاد رئيس الهيئة التنفيذية في "حركة أمل" ​مصطفى الفوعاني​، بأنه "في هذا اللقاء الذي عنوانه معيشي أمني، نتذكر أن شهيدين قضيا البارحة ينتميان إلى حزب الفقر في لبنان، وهو أكثر الأحزاب اليوم انتشارا، الشهيد علي الهق وسامر حبلي، اللذان أرادا أن يعبرا عن ألمهما، وإن كنا لا نوافق على هذا المبدأ، ولكنهما صرخا صرختهما في وجه هذه الدولة، التي لم تستطع أن تؤمن الحد الأدنى لمواطنيها، وهذا الصوت الذي يخرج في هذه الأيام هو صدى للامام السيد ​موسى الصدر​ من بعلبك يوم القسم، أن لا نهدأ ما دام في لبنان محروم واحد".

ونوه الفوعاني بنداء رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ من مرجة ​رأس العين​ بأن "يكون هناك عفو عام، ولا سيما عن أبناء هذه المنطقة التي تخلت الدولة عنها، والدولة مطلوبة لمواطني ​بعلبك الهرمل​ بموجب آلاف مذكرات الإهمال، على الدولة إعادة ترتيب أولوياتها، وأن تتجه إلى ​البقاع​ وعكار، لأن الحرمان أرضية الانفجار في كل لحظة وفي كل زمان ومكان، علينا أن نتنبه إلى المخاطر الاقتصادية، التي تحيط بنا، وأن نجتمع إلى كلمة سواء، لإنقاذ هذا الوطن الذي يمثله البعض اليوم، بأنه أشبه بحافلة تتجه بسرعة فائقة، ولا وجود لمكابح، ولا وجود لخطة، وكأن الارتطام أصبح قضاء وقدرا".

كما أكد على أنه "ما أحوجنا أن نلتفت في هذه الظروف القاسية، التي تمر بها منطقتنا ويمر بها وطننا، وتحت عنوان ​قانون قيصر​، الذي يهدفون من خلاله النيل من إرادة شعوبنا، ابتداء من ​العراق​ إلى ​سوريا​ إلى لبنان إلى إيران، إلى كل هذا المحور المقاوم والممانع، يريدون أن يجوعوا هذا الشعب الأبي، الذي لو وقفت كل الأساطيل في وجهه يستطيع أن يهزمها من خلال إرادة صلبة وتفكير حر، انتمى إلى أمل الانتصار على هذا العدو"، موضحاً أنه "نحن بحاجة اليوم إلى هذا التماسك والتكامل والتضامن، وبحاجة إلى أن نعيد ترتيب أولوياتنا، وأن ننتمي إلى أرضنا التي هجرناها منذ عشرات السنين، وأن نعود إليها ونشجع مزارعينا، وربما هذا دور أساسي اليوم للاتحادات والبلديات والمخاتير".

واعتبر الفوعاني أنه "حتى لو نجحت المفاوضات مع ​صندوق النقد الدولي​، فإن المبلغ الذي سوف يوفر زهيد جدا، باستطاعتنا اليوم لو أعيد الحوار مباشرة مع ​الحكومة السورية​ أن نفتح آفاقا جديدة للزراعة والصناعة اللبنانية، ونحن بحاجة أن يكون هناك نوع من التواصل بيننا وبين الشقيقة سوريا، فلماذا تصم الحكومة آذانها عن التواصل المباشر وهذا لمصلحة لبنان قبل أن يكون لمصلحة سوريا، ولمصلحة المواطن والمزارع في لبنان قبل أن يكون لمصلحة المواطن والمزارع السوري، ولمصلحة النظام في لبنان قبل أن نتحدث عن مصلحة النظام في سوريا، وعلى الدولة أن تفكر جديا أيضا بإنماء البقاع وبعلبك الهرمل وعكار".