أشارت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، في افتتاحيتها بعنوان "من يتحمّل تكلفة التباعد الاجتماعي في مجال الثقافة؟"، إلى أنّه "طالما كان يُنظر إلى السينما كمتعة في متناول الجميع ماديًّا، حيث يتجمعون أمام الشاشة الكبيرة للاستمتاع بفيلم. كما تعتمد ​المطاعم​ على وضع أكبر عدد ممكن من الطاولات الّتي تستضف أكبر عدد من الزبائن في حيزها".

ولفتت إلى أنّ "في المعارض والمتاحف، تَعمد تلك المؤسّسات الفنيّة على جذب أكبر عدد من الزوّار، حتّى تتمكّن من صيانة كنوزها الفنيّة، وتبقى تلك المعروضات متاحة للجميع دون الاضطرار لبيعها"، مركّزةً على أنّ "الازدحام في دور العرض أو المطاعم والمقاهي أو في المتاحف، قد يكون أمرًا غير محبب للجماهير، حيث قد يفضّلون الاستمتاع بصحبة الأصدقاء أو تناول وجبتهم في هدوء أو في حيّز متّسع، وقد يفضّل محبّو ​الفنون​ التمهّل أمام اللوحات والقطع الفنيّة دون أن يزاحمهم غيرهم".

وأوضحت أنّ "هذه المساحة الإضافيّة الّتي ينعم بها المتذوّقون للفنون حاليًّا في ظلّ التباعد الاجتماعي، لها مخاطرها. فقد تضطر المؤسّسات الثقافيّة إلى زيادة أسعار تذاكرها أو قد تزيد المطاعم من أسعارها، لمواكبة النقص في عدد المترددين عليها"، مبيّنةً أنّ "ذلك قد يؤدّي إلى أن يكون الفن حكرًا على مَن يملك المال ومَن يقدر، وقد تصبح المتع البسيطة مثل تناول وجبة في مطعم أمرًا معجزًا للكثيرين".