علق رئيس ​المجلس العام الماروني​ الوزير السابق ​وديع الخازن​، في حديث لـ"النشرة"، على عظة ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ في قداس الأمس، مؤكدًا أن "الكيل قد طفح وبات السكوت عن الوضع الحالي جريمة، ومن هنا أتت العظة كصرخة لوضع النقاط على الحروف"، معتبرًا أن "كلام الراعي هو بمثابة الإنذار الأخير للمسؤولين السياسيين في لبنان، بأن يعودوا إلى رشدهم ومسؤولياتهم السياسية بهدف إعادة الأمل إلى نفوس كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم وطبقاتهم الإجتماعية، واستنهاض ​الاقتصاد​ وتحريك العجلة الصناعية والتجارية والسياسية قبل أن يداهمنا الوقت في ظل الظروف السوداويّة التي يعيشها لبنان".

وعن مناشدة الراعي لرئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ العمل على فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ، أوضح الخازن أن "ما يبتغيه البطريرك الماروني هو اعادة اللحمة بين المسؤولين والتوفيق فيما بينهم لما فيه خير الموطن وحفاظاً على الحريات العامة، وإنتظام عمل المؤسسات على صعيد التشكيلات القضائيّة والأمنيّة والدبلوماسيّة"، مشدّدًا على أن "الراعي ضنين بنحاج عمل رئيس الجمهورية، خصوصًا في ظلّ الملفات الثقيلة الملقاة على عاتقه، كما أنه لا يمكن الانتظار أكثر لأن الجوع كافر، وقد رأينا ما حصل خلال الأيام الماضية من حالات غضب وإنتحار"، محذرًا من أن "الناس لن تبقى مكتوفة اليدين، وقد تجمعها صرخة الجوع والظلامة، ولم يعد باستطاعة أحد أن يدّعي قدرة الإنقاذ من ثورة البطون الخاوية".

وعن مطالبة رئيس الجمهورية بالعمل على الحوار وإيجاد الحلول في حين قاطعت بعض القوى ومنها المسيحيّة اللقاء الوطني في بعبدا، جدّد الخازن التأكيد بأن "أيّ لقاء حواري على هذا المستوى يجب أن يتم العمل عليه مسبقًا، ويجب إقناع الجميع والإتفاق معهم على جدول الأعمال، ومن الواجب أن يتمّ تحضير البيان الختامي قبل انعقاد اللقاء، والإتفاق عليه بين المرجعيات اللبنانية، كما يجب مباركة هذا الإتفاق من القوى الإقليمية المعنية، فنحن لسنا بمضطرين للذهاب إلى طائف جديد أو دوحة جديدة"، معتبرًا أن "معظم القوى المحلّية لا تملك إستقلاليّة في القرار، والقوى المتحرّرة ليس لها أيّ مدخل إلى القرار في البلد"، مشدّدًا على أن "المدخل إلى الحل يكون عبر الحوار الداخلي الذي يشكل الضمانة لعودة لبنان إلى طبيعته وعيشه المشترك".

من جهة أخرى، دعا الخازن إلى "إعلان حال طوارىء وطنيّة لضبط الإيقاع في البلد، كي نستدرك الوضع منعًا للإستمرار في الإنزلاق، فقد حان الوقت لإنقاذ الوطن من غفلته، وتخبطه في المجهول الآتي"، مطالبًا الحكومة "للقيام بورشة عمل لمحاربة الهدر و​الفساد​، وأن تسعى لاسترداد ​الأموال المنهوبة​، كما عليها معالجة موضوع الأملاك البحريّة وسائر مكامن التهريب والتهرّب الضريبي، وغيرها من ملفّات الهدر والفساد".

وفي الختام تطرق رئيس المجلس العام الماروني إلى البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، والذي يخيّر لبنان بين إيران و"​حزب الله​" من جهة، والإستقرار والإزدهار من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن "هذا الكلام يحشر البلد، والتجارب الماضية علّمتنا أنه في كل مرّة نوضع بين خيارين تقع المشاكل، والحلّ بالنسبة لنا هو أن نتّفق فيما بيننا لما فيه مصلحة لبنان".