أشار النائب ​نعمة افرام​ إلى أنّ "الحياد هو علّة وجود ​لبنان​، ومساحة التنوّع والتعدّد وقبول الآخر فيه مع الحرّية المعطاة له مرتكزة جوهريّاًّ على تركيبته الحياديّة في المواقف تجاه الشرق والغرب معاً وتجاه الصراعات والمحاور أكانت إقليميّة أو دوليّة"، لافتا إلى انه "في العودة إلى تأسيس الكيان اللبناني نجد أنّ الحياد كان في صلب تكوين جينات الوطن، والاختلاف اليوم على هذا الموضوع خطير. الويل لنا إن لم نتعلّم من دروس التاريخ، وممّا تختزنه الذاكرة الوطنيّة من مآس موجعة ومهلكة لحرب العام 1975 وغيرها من المحطّات المعتمة، التي كانت واحدة من أسبابها تناسي الجماعات اللبنانيّة فكرة وجوهر لبنان القائمة على الحياد".

ولفت في بيان إلى انه "مع انتهاء مئويّة لبنان الأولى، نحن أمام اختبار تجديد النذور كما يفعل الرهبان حول عقد وطني بين مكوّنات لبنان الحضاريّة، نزهد فيه عن المصالح الضيّقة والاستقواء بالخارج، فننقذ الوطن ونجنّب الأجيال المقبلة ويلات ما عشناه". وتساءل:" هل سنقبل على المئويّة الثانيّة عبر تجديد الوعود بالعيش معاً في وطن يقوم على الحياد فلا يجبر أيّ فريق على تغيير ماهيّته لحساب أيّ فريق آخر ونقبل جميعاً على بناء لبنان أفضل، أم نرفض الآخر بحيث لا يعود للبنان أي معنى أو مبرّر لوجوده في هذا الشرق المتألّم ويفقد رسالته تجاه ​العالم​؟

وأوضح انه "لم أتفاجأ بموقف البطريركيّة المارونيّة بخصوص الحياد وهي المؤتمنة على ثوابت الكيان، ولا بالمواقف المرحبّة من العديد من الأطراف بما صدر عن هذه المرجعيّة الوطنيّة. والبطريرك الماروني وجّه نداءه إلى فخامة الرئيس كحارس للدستور والشرعيّة وهو الوحيد الذي أقسم اليمين على حمايتهما. وفي النداء صرخة قلق وتحذير من خطر فقدان الشرعية من ناحية، وللتأكيد من ناحية ثانية أنّ الرئيس هو حجر الزاوية في استعادتها".