أكّد رئيس "​الرابطة المارونية​" النائب السابق ​نعمة الله أبي نصر​، بعد لقائه على رأس وفد من المجلس التنفيذي للرابطة، البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، في الصرح البطريركي في ​الديمان​، أنّ "الرابطة كعادتها في كلّ عام، تزور الصرح لتستنير بارشادات ومواقف البطريرك الراعي الوطنيّة".

وركّز على أنّ "التجارب قد أثبتت أنّنا عاجزون في ​لبنان​ عن الإجتماع والحوار واستنباط الحلول بدون وسيط أو رقيب أو وصي. إنّ أسوأ ما وصلنا إليه اليوم هو عجز السياسيّين عندنا وتسليمهم بمقولة أنّ حلّ الأزمات اللبنانيّة لم يَعد بيد اللبنانيّين، بل بيد الدول الأُخرى". ولفت إلى أنّ "دولًا كثيرة في المنطقة وخارجها تبحث عن مصالحها، ولا تتردّد في استخدام لبنان ساحةً لتحقيق مكاسبها أو تصفية حساباتها، لكنّنا أمام هذا التدخل أثبتنا عجزنا كلبنانيّين عن إدارة شؤوننا وقدرتنا على بناء دولة مستقلة ذات قرار حر".

وشدّد أبي نصر، على أنّه "حان لنا أن نحزم أمرنا ونكفّ عن التطلّع والإرتهان للخارج، سواء جاء هذا الخارج من الشرق أم من الغرب، حان لنا أن نجد أنفسنا حيث يجب أن نجدها لا في الشرق ولا في الغرب بل في وطننا لبنان". وأشار إلى أنّ "من أجل ذلك، لا بدّ من تحييد لبنان عن صراعات الدول ونزاعاتها لا سيما صراعات المنطقة، باستثناء ​إسرائيل​. وحدها ​سياسة​ الحياد الّتي طالما دعا إليها البطريرك الراعي، تبدو اليوم الضامن الوحيد لمستقبل ​الشعب اللبناني​ بتعدّدية انتماءاته وولاءاته".

وأوضح أنّ "هذا لن يتحقّق ما لم يكن مطلبًا لبنانيًّا جامعًا، يَصدر عن سلطة لبنانيّة تجسّد إرادة الشعب ومطالبه المحقّة، من خلال حكومة لا تنحاز إلى فئة على حساب فئة أُخرى، ولا إلى طائفة على حساب طائفة، بل تجسّد مطالب الشعب المحقّة"، مبيّنًا أنّ "الأحوال الراهنة البالغة التعقيد الّتي تهدّد لبنان في مرتكزات كيانه، قد تبدو اليوم مؤآتية لإيجاد صيغة لتحييد لبنان، وإبعاده عن الصراعات والمحاور الإقليميّة والدوليّة".

كما ذكر أنّ "هكذا حكومة باستطاعتها إذ ذاك أن تُعلن حياد لبنان تجاه المعسكرَين اللذين يتقاسمان ​العالم العربي​ اليوم. فنحن مع العرب إذا اتّفقوا، وحياديون إذا اختلفوا. وعندها باستطاعتنا أن نطلب من الدول الصديقة مساعدة لبنان ونجدته كما كانت تفعل كلّما تعرّض لخطر".