من المتوقع، ان تدفع رواتب حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، في ​لبنان​ خلال ايام قليلة، بعد تأخر دام شهرين بسبب "المقاصّة" الاسرائيلية أي حسم رواتب أسر الشهداء والجرحى، الامر الذي رفضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن"، ما ادّى الى هذا التأخر في ظل حصار مالي للسلطة الفلسطينية غير مسبوقة عربيا وغربيا.

وتتوقع مصادر فلسطينية لـ"​النشرة​" ان يجري دفع راتب شهر كامل مع نصف الموازنة فقط، ما سيساهم بانعاش ​المخيمات الفلسطينية​ التي شهدت خلال الشهر الماضي والحالي ركودا اضافيا، خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار، واجبرت الكثير من محال بيع اللحوم على الاقفال الموقت بعد تراجع حركة البيع ووصل كيلو اللحمة الى نحو 55 الف ليرة لبنانية.

لجنة الحوار

الى جانب الشقّ المالي، انشغلت القوى الفلسطينيّة في متابعة ثلاثة ملفات ساخنة:

1-تطورات الغاء اجتماع "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني" برئاسة رئيسها الوزير السابق حسن منيمنة الذي كان مقررا عقده الاسبوع المنصرم، والذي اثارته "النشرة"، وقد استدعت ردود فعل فلسطينية ولبنانية مختلفة، خلصت الى ما ابلغه مصدر فلسطيني "ان الأمر معلق حتى إشعار آخر"، بعدما جرت محاولات متفرقة للجمع وسط اصرار من "تحالف القوى الفلسطيني" على ان يقتصر دورها على شق الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية، دون طرح القضايا السياسية وخاصة تلك التي عليها خلاف فلسطيني، وهذا ما أكد عليه ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، الذي اوضح"نحن لم نبلغ في الأصل بعقد مثل هذا الاجتماع، وإنما بُلغنا بالنية لعقد لقاء محتمل حول بند يتعلق بقرار الضم. وباعتبارنا (كتحالف قوى فلسطينية) جزءا من "لجنة الحوار" كان من المفترض التشاور معنا بشأن عقد اللقاء وجدول الأعمال"، مضيفا"إن عدم موافقتنا على عقد مثل هذا اللقاء الذي يتضمن بندا وحيدا يتعلق بموضوع سياسي، كان السبب المباشر لعدم الموافقة عليه، هو أن مهمة "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني"، ليست سياسية، وإنما متابعة الأوضاع الإنسانية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بجوانبها المطلبية، والحياتية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمعيشية.أما المواضيع السياسية فمتعلقة بالفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، وهي ليست من مهمة لجنة الحوار، وإن كانت سابقا قد طرحت بنودا سياسية، كما حصل في التصريح الصحفي الأخير، مختلفا عليها بين القوى والفصائل الفلسطينية، كمسألة المطالبة بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67، بينما نحن في "تحالف القوى" نؤمن بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر".

تقارب فتح وحماس

2-التقارب بين حركتي "فتح" و"حماس" والذي ترجم بارتياح سياسي وشعبي فلسطيني وسط اجواء ايجابية عن عقد لقاءات ثنائية في مختلف المخيمات لتحصين الامن والاستقرار وقطع الطريق على اي توتير في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان والقضية الفلسطينية.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان "منظمة التحرير الفلسطينية" وسفارة دولة فلسطين في لبنان، قررت نتظيم لقاء وطني جامع، الساعة الخامسة من يوم غد الثلاثاء في سفارة دولة فلسطين في لبنان، استنكاراً لمشروع "اسرائيل" ضم اجزاء من الضفة الغربية والاغوار، تزامنا مع خطاب الرئيس محمود عباس وعدد من الرؤساء والمتضامنين في العالم عبر الڤيديو كونفرنس"، ومن المتوقع ان تشارك فيه حركة "حماس" الى جانب حركة "فتح" وباقي الفصائل وتتحدث المعلومات عن امكانية حصول مفاجأة عبر القاء رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية كلمة فيه.

الكورونا والاونروا

3-تسجيل ثلاث اصابات في مخيم الرشيدية في منطقة صور بفيروس كورونا، وهي المرة الاولى التي تسجل في المخيمات الفلسطينية في منطقة صور والجنوب عموما بما فيها مخيمي عين الحلوة والمية ومية، ما استدعى استنفار فلسطيني من القوى السياسية واللجان الشعبية في المخيم التي طالبت ابناءه بالتزام اقصى اجراءات الوقاية وارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي واقفال المقاهي، والتزام المنازل الا عند الضرورة، وأجرت ​حركة فتح​" على سبيل الاحتراز سلسلة فحوصات لعدد من المخالطين تبين انها سلبية.

بينما دعا رئيس دائرة الصحة في وكالة "الاونروا" في لبنان الدكتور عبد الحكيم شناعة، أهلنا وشعبنا في كافة أماكن تواجدهم وخصوصاً في المخيمات الى أخذ الأمورعلى محمل الجد وعدم التهاون والإلتزام بإرشادات منظمة الصحة العالميه ووزارة الصحة العامه والأونروا، مشددا أن نؤكد بأن دائرة الصحه تتبع توصيات منظمة الصحه ووزارة الصحه ونسعى لكي تكون مخيماتنا ومجتمعنا بمنأى عن المرض رغم صعوبة الأمر أو بالأحرى للتخفيف من النتائج السلبيه لهذا المرض في مجتمعنا"، مضيفا "لقد قامت الأونروا ممثلة بدائرة الصحة وبالتعاون الوثيق مع وزارة الصحه بإجراء فحوصات عشوائيه موجهة في كل المخيمات،حيث يتم اجراء الفحوصات في مختبرات الوزارة المعتمدة وباشرافها المباشر، والتي بدورها تزود الاونروا بالنتائج تباعا. كما وقامت الاونروا بمتابعة كل من ثبت أنهم يعانون من المرض بالإضافة الى متابعة كل المخالطين والمشكوك بإصابتهم وإجراء الفحوصات اللازمه لهم، كما وتتابع الدائرة كل عائد الى لبنان من الفلسطينيين وتبادر بإعطائهم الارشادات الصحية المناسبة وحجر من لا يستطيع أن يُؤْمِن حجرا منزليا في مركز سبلين للحجر الصحي وأعلنت الأونروا أنها لن تترك أي مصاب دون علاج وستؤمن الفحوصات لكل من هو بحاجه اليها حسب تصنيف وزارة الصحة".