علق عضو تكتل "​لبنان​ القوي" النائب ​آلان عون​، في حديث لـ"النشرة"، على عظة ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ أمس، لجهة تأكيده على موقفه السابق بالدعوة إلى حياد لبنان، معتبرًا أن "كلام الراعي ليس موجها ضدنا كما يوحي البعض، بل هي صرخة إلى كل اللبنانيين، وفي ظل ​الأزمة​ التي يعيشها لبنان في هذه المرحلة يعبّر البطريرك الراعي من موقعه عن نظرته للأمور، ويجب الأخذ بهواجس جميع المكونات من خلال الحوار والتلاقي".

وعن رفض الراعي أن تعبث أيّة أكثريّة شعبيّة أو نيابيّة بالدّستور والميثاق والقانون وبنموذج لبنان الحضاري، أكد عون أن "لبنان بطبيعته قائم بأسسه الجوهرية على مبدأ التوافق، وأي أكثرية لا يمكنها أن تغيّر وجهة لبنان، ونحن كفريق سياسي لسنا جزءا من هكذا مشروع"، مشيرا إلى أن "الإنهيار المالي والاقتصادي الذي يعيشه لبنان اليوم ليس وليد الساعة، بل هو تراكم لسنوات طويلة ولا تتحمل مسؤوليته الأكثرية الموجودة اليوم بمفردها".

وحول الأجواء الإيجابية وما يحكى عن دعم كويتي وقطري للبنان، أكد عون أن "كل هذه المبادرات التي يحكى عنها جيدة، ونحن كنا قد رفعنا الصوت تجاه ​الحكومة​ كي تقوم بما يلزم لوقف الإنهيار، واليوم أي خطوات تجاه البلدان الصديقة هي إيجابية ومفيدة للبنان"، معتبرًا أن "استمرارية الحكومة مرتبطة بقدرتها على السيطرة على سعر الصرف ونأمل أن تفتح كل الأبواب المغلقة أمام لبنان".

وشدّد عون على أن "استقرار ​الليرة اللبنانية​ ضمن هامش مقبول هي مسألة حياة أو موت لكل لبنان بشكل عام، وللحكومة بشكل خاص، والمطلوب العمل بوتيرة سريعة لمواجهة الأزمة، وهنا نسأل الحكومة لماذا لم تتوحد الأرقام حتى الآن لنكمل التفاوض مع ​صندوق النقد الدولي​، ولماذا تضييع الوقت في هذا الشأن؟".

وتعليقا على المرونة في الموقف الاميركي في اليومين الأخيرين، أوضح عون أنه "ليس لدي معطيات حول هذا الموضوع، ولكن منذ ​تشكيل الحكومة​ سمعنا أن الجانب الأميركي سيتعاطى معها بحسب الخطوات التي تقوم بها وأن الباب ليس مقفلا أمامها، واليوم يجب البحث عن أيّة ​مساعدات​ تخدم مصلحة البلد، ولنرى إذا كان هناك استثناءات للبنان من ​العقوبات الأميركية​، وعلينا أن نقدر مصلحتنا وحاجاتنا دون أن نعرّض أنفسنا لمشاكل إضافية، والمباحثات الأميركية مع رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ورئيس الحكومة ​حسان دياب​ هي رهن الإختبار في الأيام المقبلة".

وبخصوص تطورات ​فيروس كورونا​ بعد تسجيل إصابات مرتفعة في الأيام الأخيرة، دعا عضو تكتل "​لبنان القوي​"، ​الشعب اللبناني​ إلى المحافظة على أساليب ​الوقاية​ التي باتت معروفة للجميع، لأن الوعي هو الأساس في المعركة مع الفيروس، لافتا إلى أن "أزمة فيروس كورونا تواجه ​العالم​ ككل، وعلينا في لبنان أن نوازن بين المشكلة الصحية من جهة، والأزمة الاقتصادية من جهة أخرى، لأن الفيروس سيبقى لوقت طويل وعلينا أن ندير المخاطر بطريقة ما، بعيدا عن خنق الإقتصاد، ويمكن القيام بذلك عبر إقفال المناطق التي يتفشى فيها الوباء بعيدا عن الإقفال العام، خصوصا بعد العودة البطيئة للإقتصاد اللبناني".