أكد رئيس اللجنة النائب ​ابراهيم كنعان​ أن "​الحكومة​ بذلت جهداً كبيراً لتحديد الخسائر واقتراح المعالجات، ونحن نتمسك معها بخيار ​صندوق النقد​، لكنها واقعة في أسر التجاذبات السياسية والشخصية للبعض، ما يمنعها من الإقرار بالواقع، نتيجة عيب في المقاربات لا ضير بتاتاً في تصحيحها بل العكس هو الصحيح"، مشيرا الى أنه "لو انني محل الحكومة لكنت قد صفّقت للمجلس النيابي على دوره الرقابي، واستندت الى الخلاصات التي توصلت اليها ​لجنة المال​ لتوحيد الموقف اللبناني في المفاوضات مع ​صندوق النقد الدولي​ ودفعه الى ملاقاتنا في منتصف الطريق".

ولفت كنعان في حديث لصحيفة "الجمهورية" الى أنه "لا يجوز للحكومة ان تكتفي بنيل رضى صندوق النقد، بل من واجبها ان تربح أيضاً الى جانبها ​مجلس النواب​ الذي من دونه لا يكتسب الاتفاق المفترض مع الصندوق اي شرعية. ذلك انّ الحكومة، تحتاج في نهاية المطاف إلى موافقة المجلس على القرض المالي الذي ستحصل عليه، إذا نجحت المفاوضات"، مشددا على أن "الحكومة معنية بأن تأخذ في الحسبان الخلاصات التي توصلت اليها لجنة المال بعد عمل دؤوب وعلمي، لا يرمي سوى إلى حماية حقوق المودعين بمعزل عن حسابات الحكومة ومصالح ​البنك المركزي​ والمصارف".

وأكد أن "توحيد الموقف ولو حول الخطأ، هو أفضل بكثير من الانقسام، فكيف اذا كان موحّداً حول الصواب المرتكز على قراءة موضوعية للخطة"، مضيفا: "ما يدعو الى العجب هو الإصرار على الذهاب إلى التفاوض مع الصندوق من دون موقف موحّد، بدل ان تستعمل الحكومة طروحات ​المجلس النيابي​ كأوراق قوة لتحسين موقعها التفاوضي، حتى ولو كانت غير مقتنعة بها".

ورأى كنعان أنه "لا يصح ان نحاور صندوق النقد مستسلمين او كأننا نحن محكومون ب​الإعدام​ سلفاً، كذلك لا يجوز ان نستمر في التجاذب الداخلي بينما يتطلب الوضع تضامن الجميع لإنقاذ بلدنا"، مشددا على أن "همّنا الأساسي يتمثل في حماية المودع و​الاقتصاد​، لا أن تشكّل أي خطة خطراً عليهما، كأن نذهب نحو خيار إشهار الإفلاس الذي يعني عملياً إطفاء كل مولدات الاقتصاد والإنتاج والبدء من الصفر بل من تحت الصفر، مع ما يرتبه ذلك من صعوبات امام فرص النهوض مجدداً في اقصر وقت ممكن".

واعتبر أنه "ليس من الحكمة ان تتعامل الحكومة مع ​الدين​ حتى عام 2043 على اساس انّه خسارة ويستحق على ​الدولة​ اليوم، الأمر الذي يتناقض مع ما ورد في خطتها من امكانية للنهوض بدءاً من العام 2024"، موضحاً انّ المطلوب هو اعتماد مقاربة تعثر لا افلاس.