لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقال رأي، تحت عنوان "التنافس بين الولايات المتحدة و​الصين​ ليس حربًا باردة جديدة ومن الخطر تسميتها كذلك"، إلى أنّ "مصطلح "​الحرب الباردة​ الجديدة" بات وصفًا افتراضيًّا للتنافس الحالي بين ​الولايات المتحدة الأميركية​ والصين، في ظلّ بعض أوجه التشابه الهيكلي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية".

وأشارت إلى أنّ "هناك 3 أسباب بسيطة تجعل التنافس بين الصين والولايات المتحدة ليس حربًا باردة جديدة"، موضحةً أنّ "السبب الأول هو أنّ الحرب الباردة كانت صدامًا أيديولوجيًّا بين رؤيتين للتاريخ ونموذَجين للحداثة". ورأت أنّ "الولايات المتحدة تمثّل الحاضر الليبرالي والرأسمالي من الاستهلاك الجماعي، والأجور المرتفعة، وزيادة الإنتاجيّة والحريّة غير المحدودة. أمّا الاتحاد السوفييتي السابق فكان يمثّل الواقع الاشتراكي للتعليم المجاني والرعاية الصحيّة، والمساواة الكاملة في الإمكانات والوسائل، وسيطرة العمال على العمليّة الإنتاجيّة".

وبيّنت الصحيفة أنّ "السبب الثاني هو أنّه في الحرب الباردة، تفاعلت الجغرافية السياسيّة مع الأيديولوجيّة. تنافست القوّتان العظمتان على مستوى عالمي في محاولة لتطبيق نموذجهما للحداثة، لكن مخاوفهم تركّزت بشكل أساسي على ​أوروبا​، وألمانيا على وجه الخصوص. لقد كان نزاعًا على أوروبا، وهناك قامت ​واشنطن​ و​موسكو​ بتشكيل كتلتَين سياسيتَين وعسكريّتَين، "​الناتو​" و"حلف ​وارسو​".

وذكرت أنّه "تمّ تأسيس وإرساء توازن نووي للرعب في أوروبا وإضفاء الطابع المؤسّسي عليه. وفي أوروبا انهارت الحرب الباردة في النهاية"، وذكر أنّ "السبب الأخير هو العولمة، وكيف أنّها غيّرت العلاقات الدوليّة المعاصرة"، لافتًا إلى أنّ "الحرب الباردة كانت قائمة على عدم الاعتراف بين القوّتين العظمتين، ورفض قبول شرعية النظام الاجتماعي للخصم والمزاعم الكونيّة".