أكد رئيس جهاز التنشئة السياسية في حزب "​القوات اللبنانية​" المحامي ​شربل عيد​، في حديث لـ"النشرة"، أن "القوات اللبنانية طالب منذ سنوات، وقبل بدء ​الثورة​ الشعبيّة، بالتدقيق المالي في حسابات ​مصرف لبنان​ وباقي مؤسسات ​الدولة​، وقد تعرضنا لهجوم واسع نتيجة ذلك"، معتبرًا أن "كل من يرفض التدقيق في مؤسسات الدولة يرسم الشبهات حول نفسه، خصوصًا أن ذلك سيؤدي إلى فضائح في السرقة والهدر وبالتحديد في ملف ​الكهرباء​ و​وزارة الطاقة​".

وعن زيارة ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ إلى ​قصر بعبدا​ وتأكيده على الدعوة إلى الحياد، أكد عيد أن "الحياد هو مسألة ميثاقية منذ العام ١٩٤٣، وعبَّر عنه حينها بشعار لا شرق ولا غرب، واليوم نسأل لماذا مسألة ميثاقيّة كالحياد تتطلّب توافقاً، في حين تسلّح فئة معينة ومصادرتها لقراري الحرب والسلم لا يتطلّبه"؟، معتبرًا أن "المسّ بهذه المسألة هو عمليًا مسّ بجوهر الكيان وضرب لميثاق الوطن، ويجب ألاّ ننسى أن كل الازمات منذ نشوء لبنان كانت نتيجة لقيام أفرقاء بضرب الحياد".

ولفت عيد إلى أن "لبنان اليوم بحاجة ضرورية للعودة إلى حياده، فلا يجوز أن يقوم ​حزب الله​ بمصادرة قراره الاستراتيجي وأن ينصب العداء لكل ​الدول العربية​ وينغمس في الحروب التي لا علاقة لنا بها"، معتبرًا أن "لا امكانية للنهوض بلبنان من دون استثمار داخلي وخارجي، وهذا لا يكون في ظل العداء للخارج ودون تثبيت أسس الدولة، وهنا نسأل كيف يرسلون المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ إلى ​الكويت​ للاتيان بودائع ماليّة وحزب الله متورط بخلية العبدلي، وهنا نعود إلى أهمية الحياد".

وردًا على سؤال حول كلام الراعي بأنه قصد الجميع في موضوع حصار الشرعية ومن ضمنهم من يقاطعون الرئاسة، أوضح عيد أن "القوات اللبنانية ليس لديه موقفًا ثابتًا من الرئاسة ولا غيرها وهو يتعاطى بحسب الموقف، ففي أول لقاء في بعبدا شاركنا وذهبنا بورقة عمل ووضعنا جهودنا على الطاولة ولكن للأسف لم يتم نقاشها، أما في اللقاء الثاني كان بلا جدوى وهو يهدف لذر الرماد في العيون، ففريق ​8 آذار​ هو الذي يحكم البلد اليوم".

وعن حق الشعوب في الدفاع عن نفسها من خلال مقاومة الإحتلال كما ينص ميثاق ​الأمم المتحدة​، وموقف القوات من موضوع ​المقاومة​، شدّد عيد على أنه "في الأنظمة التعددية لا يحق لأي فئة التفرد بالقرار حول أيّ موضوع خلافي، والمظلة في لبنان هي الدستور، واما بالنسبة إلى حقّ الشعوب فهو مُصان ولكن من خلال المؤسسات الشرعية، و​الدستور اللبناني​ واضح، ونحن كقوّات لبنانية ارتضينا ذلك وسلّمنا سلاحنا للدولة"، مؤكدًا أن "​اسرائيل​ عدوّ لنا وعلى حزب الله أن يضع قدراته بتصرف ​الجيش اللبناني​، ولكن للأسف القرار في هذه المسألة بيد ​إيران​".

وعن العرض ال​ايران​ي الصريح ببيع ​النفط​ للبنان بالعملة الوطنيّة، لفت عيد إلى أنه "في المبدأ لسنا ضد أي طرح بالمطلق، ولكن يجب أن تكون المصلحة اللبنانيّة هي المعيار، فعلى سبيل المثال إذا اتينا بالنفط من إيران وكسرنا قانون العقوبات الأميركي ماذا سنفعل ببقية احتياجاتنا؟، فشعارنا في هذا المجال هو مصلحة البلد واذا كان التعامل مع ايران سيجلب علينا العقوبات فنحن بالغنى عنه".