لفت النائب ​شامل روكز​، في كلمة له خلال تظاهرة من تنظيم "​جبهة الإنقاذ الوطني​" وحركة "مواطنون ومواطنات في دولة"، في ​ساحة الشهداء​ ب​بيروت​، إلى أنّ "تاريخ ​لبنان​ سيتحدّث عن هذه الساحة الّتي كانت ساحة الأمل والتمرد والعنفوان والكرامة، وكما وعدت أؤكّد للجميع أنّني سأبقى أناضل حتّى آخر نفس، لرفع الظلم عن ​الشعب اللبناني​، وليبقى لبنان وطن ​الإنسان​ والحريّة والحضارة".

وأشار إلى أنّ "انطلاقة شرارة ​الثورة​ في 17 تشرين الأول 2019، كانت انطلاقة انتفاضتكم على سلطة سياسيّة تعاقبت على مدى 30 عامًا، نهبت أموال الدولة وهتكت أرزاقكم وسرقت أحلامكم ومستقبل أبنائكم وحَرمت المواطنين لقمة العيش بكرامة"، منوّهًا إلى أنّ "الانطلاقة كانت بداية مسار طويل لإعادة بناء دولة القانون، ونحن نلتقي اليوم، بعد 9 أشهر من ثورة لبنان". وذكر "أنّنا تكلّمنا كثيرًا عن ​الفساد​ المستشري في الدولة، وطالبنا بتحرير مؤسّسات الدولة من السلطة السياسيّة، وسلّطنا الضوء على مزاريب الهدر، لكنّنا لم نلقَ تجاوبًا، بل اتُّهمنا بأبشع الاتهامات، من خيانة وغيرها".

وركّز روكز، على أنّ "الخيانة هي أن أرى الصفقات تمرّ من تحت الطاولة وأن أبقى صامتًا، وهي أن أبع شخصًا وأنسى القضيّة الأكبر الّتي هي قضيّة شعب ووطن. الخيانة أن أكون مسؤولًا على مدى سنوات، وأتّهم غيري بفشلي، بحجّة أنّهم "ما خلّوني إشتغل". مk "لم يخلّوه يشتغل"، الأشرف له أن يستقيل ويترك المجال لمن يستطيع أن يعمل. الخيانة أن أتحجّج بحقوق المسيحيّين والمسلمين في الوقت الّذي أدّعي المطالبة بالدولة المدنيّة". وبيّن أنّ "الخيانة تنولد بأشكال وألوان عدّة، لكن لا يمكن أن تولد من رحم مؤسّسة الشرفة والتضحية والوفاء".

وشدّد على "أنّنا "شبعنا حكي"، ونحن اليوم نجتمع من كل ّالمناطق والطوائف ومن ​الجيش اللبناني​ و​المجتمع المدني​ والمدارس والجامعات، ثائرين ومنتفضين على سلطة الفساد والتبعيّة والتزلّف والإرتهان"، مؤكّدًا أنّ "معركتنا قاسية بوجه منظومة فاسدة وأحزاب طائفيّة وميليشياويّة دمّرت الوطن، وبوجه منظومة رسّخت بعقول أولادها أنّ الهويّة الطائفيّة أهم من الهويّة الوطنيّة". ورأى أنّ "لبنان يستحق أن يكون وطنًا ينعم بالاستقرار، وأن يتحوّل حلمنا بمستقبل آمن، إلى حقيقة".

وأوضح أنّ "وجودنا اليوم هو تحدي للطائفيّة السياسيّة، ونحن الشعب اللبناني الّذي سيصنع مستقبل لبنان"، معلنًا أنّ "المطلوب اليوم تغيير ​الحكومة​ الحاليّة وتشكيل حكومة من المستقلّين الأكفاء بصلاحيّات استثنائيّة تنفّذ تنفّذ خططًا إصلاحيّة وماليّة واجتماعيّة إنقاذيّة سريعة، والأهم التحقيق والتدقيق بكلّ حسابات الصناديق والوزارات والإداراتط. ودعا إلى "إصلاح ​القضاء​ وإعادة تفعيل الهيئات الرقابيّة لمحاسبة الفاسدين وفتح كلّ الملفت الّتي حولها علامات استفهام، وهي: ​القطاع المصرفي​ و"​مصرف لبنان​"، الاتصالات وهيئة "أوجيرو"، ​الكهرباء​ والمنشآت النفطيّة، ​مجلس الإنماء والإعمار​ و​مجلس الجنوب​ ومجلس المهجرين، القطاع التربوي والتوظيف العشوائي في الإدارات، النافعة وتلزيمات الأشغال، التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، ​الأملاك البحرية​ والنهرية، موازنات الوزارات و​المقالع والكسارات​".

وبيّن روكز أنّ "هذه العناوين غير بعيدة وغير صعبة أن تتحقّق إذا كانت الإرادة موجودة، والكفّ النظيف هو من أدار اللعبة. هذا من الممكن أن يكون واقع لبنان: دولة رعاية وقوانين"، متوجّهًا إلى المواطنين قائلًا: "الخيار بين أيديكم ولطالما المسؤولين عنكم غير قادرين أن يعملوا وينجزوا، انتم المسؤولين عن انتخاب وجلب الأشخاص الّذين يمكنهم أن يعملوا وينجزوا "من دون إذن فلان أو علتان". وأعلن أنّ "لتأمين ديمومة ونجاح هالثورة، علينا العمل سويًّا لوضع برنامج متكامل واضح ومنطقي، وقابل للتنفيذ ضمن مهل محدّدة، نتّكل فيه على رؤية أبنائنا بالداخل من أصحاب الكفاءات وبالخارج من أصحاب الخبرات، والأفكار موجودة والدراسات حاضرة". ودعا إلى "التوقّف عن ​قطع الطرقات​ على أخواننا وأخواتنا في الوطن، والكفّ عن مواجهة ​القوى الأمنية​ والعسكرية الموجوعة مثلنا، والابتعاد عن شتيمة الآخر".

كما أكّد "وجوب أن نركّز على قدراتنا الداخليّة من دون أن ندخل بصدام مع الخارج، ومن دون تموضع، ومن دون تزلّف، وبعلاقات واضحة شرقًا وغربًا مع احترام سيادتنا الوطنيّة الّتي من الممنوع أن نساوم عليها لأي سبب كان، وتحت أي ضغط كان، ومقابل أيّ إغراءات ممكنة"، لافتًا إلى أنّه "دقّت ساعة الحقيقة لتنطلق مسيرة التغيير، فلنوحّد كلمتنا وهدفنا لمواجهة هذا الواقع الأليم، حتّى نساهم بولادة لبنان الوطن والدولة الحامية والراعية والرادعة". وشدّد على أنّ "لهذه السلطة نقول: "يوم الحساب آت".