أشار نائب رئيس الحكومة السابق ​غسان حاصباني​، خلال زياته مع وفد من ​القوات اللبنانية​ مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​، إلى أنه "قمنا اليوم بزيارة صاحب السماحة موفدين وناقلين التحية من الدكتور ​سمير جعجع​، وأعربنا عن تقديرنا لمواقفه الوطنية الحريصة على العيش المشترك والسيادة، والنابعة من حرصه على العيش الكريم للإنسان في لبنان"، لافتاً إلى أن "زيارتنا أتت اليوم ونحن نمر في ظروف غير مسبوقة وصعبة، والتي تتطلب من جميع اللبنانيين الحكمة والتلاقي على القواسم المشتركة والثوابت الوطنية والمسؤوليات الاجتماعية".

وأوضح حاصباني أنه "قمنا مع صاحب السماحة بجولة على الوضع العام والمبادرات البناءة، سيما مبادرة صاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي حول حياد لبنان، وفك الحصار عن الشرعية والقرار الحر، وكم نحن اليوم بحاجة لإبعاد لبنان عن الصراعات القائمة والناشئة، وتركيز كل الجهود على الإصلاح والمقاربات الإنقاذية. فالإصلاح والحياد واحترام الشرعية الدولية هم مداخل أساسية للنهوض بالدولة من جديد".

كما أفاد بأن "مفهوم الحياد يرتكز على عدم التدخل في صراعات الآخرين، وعدم الارتباط بمحاور النزاعات، والإبقاء على انفتاح لبنان على ​المجتمع الدولي​ ضمن الثوابت الدستورية اللبنانية. أما الإصلاح، فيتطلب اليوم مقاربة مختلفة عن السابق ومتكاملة على الأصعدة المالية والنقدية والاقتصادية والبنيوية وفي ​القطاع العام​ تحديداً"، موصحاً أنه "لمسنا من صاحب السماحة حرصه على الوفاق الوطني والعيش المشترك، وتظافر الجهود نحو الحلول المنشودة، وانفتاحه على المبادرات والنقاش الوطني التي من شأنها تجنيب لبنان المزيد من التحديات التي نحن بغنى عنها".

ولفت حاصباني إلى أن "صاحب السماحة شدد على دور ​دار الفتوى​ الوطني الجامع لما يحقق مصلحة اللبنانيين ووحدتهم، والحفاظ على كرامتهم. وأكد على العيش الواحد ضمن التنوع الذي يغني لبنان، وعلى أهمية الحفاظ على الثوابت الوطنية وتطبيق ​اتفاق الطائف​، وأنه لا يمكن الاستمرار إلا تحت راية الدولة العادلة القادرة والقوية الراعية لكل شعبها"، معرباً عن "شكرهم وتقديرهم لاستقبال صاحب السماحة لنا ونتمنى له التوفيق بكل عمله ودوام الصحة والعافية".

وحول الفرق بين الحياد والتحييد، أشار حاصباني إلى أن "المفهوم واسع جداً وقابل للنقاش، المهم هو أن يكون لبنان بعيد عن صراعات الآخرين، وعن المحاور التي تنطلق من صراعات قديمة وصراعات جديدة، أن يركز على عمله الداخلي، على إصلاحاته، وعلى علاقاته الإيجابية مع جميع الأصدقاء والدول التي هي تضع لبنان بإطار الصداقة وتود مساعدة لبنان. أما بالنسبة لموضوع الحياد فيأتي دائماً ضمن الثوابت الدستورية الوطنية التي توافق عليها اللبنانيون، لذلك هذا الموضوع قابل للنقاش، لبنان هو رسالة كما نعلم جميعا وتوافقنا جميعاً علينا الحفاظ عليها، وأي نقاش يحدث بهذا الاتجاه يكون نقاشاً بناءً وقادراً على الخروج من لبنان من أزمته الحالية، فموضوع الحياد هو محط نقاش اليوم لمحاولة الحصول على إجماعٍ وطني حوله بصيغة تتطابق والثوابت الوطنية و​الدستور اللبناني​ وأيضاً موقع لبنان بهويته وتاريخه".

وشدد كذلك على أن "استئناف ومتابعة لمقاربة تضع لبنان بعيداً عن صراعات الآخرين وفي صميم ثوابته، ​النأي بالنفس​ هي خطوة أساسية ضمن منظومة الحياد لا شك، ومفهوم الحياد مفهوم قابل للتشاور على أن يتم توافق حوله، أما كمفهوم أساسي لإبعاد لبنان عن الصراعات فهو ضروري الآن في وقتٍ يحتاج لبنان لأن يكون عضواً إيجابياً فاعلاً في المجتمع الدولي وأن يتفاعل بإيجابية مع المجتمع الدولي لخروجه من هذه الأزمة، هناك علاقات تاريخية مع محيطه العربي لا شك بذلك، وهي أساسية اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى في الوضع الذي يمر به لبنان، فعلينا أن نبقى ضمن الأطر الدستورية وأن ننظر إلى موضوع الحياد بإيجابية إلى أن يتم تقارب وجهات النظر حول توصيفه بشكل دقيق".