أشار رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​، لدى استقباله زوارا في ​مدينة طرابلس​، إلى اننا "نعيش تحت وطاة صراع كبير، ولطالما قلنا في كل المراحل إن ​لبنان​ شديد التأثر وقليل التأثير بالصراعات الكبرى، من هنا ابتدعنا ​سياسة النأي بالنفس​ التي لم يطبقها سوانا وكانت خيارا مكلفا جدا بظل الاصطفافات القاسية. وفي لحظة الاحتدام الأقليمي واشتداد التدخلات فضلّت الاستقالة على التخلي عن سياسة النأي بالنفس التي باتت اليوم مطلبًا عربيًا و دوليًا. ومع الأسف الشديد لم تدرك السلطة الحالية أهمية الابتعاد عن الصراعات بل على العكس فهي توغّلت فيها أكثر بسبب ادائها الارتجالي ما اظهر بوضوح فشلها واستخفافها بالبلد، و​الدستور​، و​القضاء​، والقوانين وتوظيف كل شيء لخدمة النرجسية المنتفخة وللانتقام من الأخصام والمعترضين"

وأسف ميقاتي "لخروج الخطاب الطائفي والمذهبي من القمقم مجددا، والعودة الى استحضار لغة التحدي والتهويل والاستفزاز، في وقت مطلوب منا جميعا أن نتفق على كلمة سواء لاخراج لبنان من الازمات"، متمنيا ان "تنجح الحكومة بمهامها وتحقق المعالجات المطلوبة، لكن هذا التمني لا يبدو متاحا، رغم أن التخبّط سيد الموقف في العلاقات العربية والدولية، ناهيك عن اطلاق ارتجالي لعناوين التحولات نحو الشرق والغرب ومعاداة الاصدقاء والاشقاء، لتكتمل فصول الارتجال والتخبّط بالخطة الاقتصادية التي وضعت دون استشارة اصحاب الاختصاص أو المعنيين، وما إتضح من خلال الممارسة أن خطة الحكومة كانت نظرية، كما تبيّن أن ما حُكي عن سلّة كان ايضا إرتجاليا وإعلاميا، فلم يلمس المواطن اية جدية في تطبيقه وكبح جماح الأسعار".

وقال: "ثبت وللأسف سقوط هذه الحكومة في امتحان تنفيذ ما تعهّدت به والمهمة التي قيل إنها ستحققها بدليل استمرار السقوط المالي والتدهور المعيشي دون افق حل، وتعاطي المعنيين في الحكومة بنمط يصلح لايام الرخاء وليس الأزمات، ناهيك عن إختراع السيناريوهات، عن مؤامرات مزعومة تستهدف الحكومة لتبرير الفشل".

واعتبر ميقاتي أن "ل​فرنسا​ دور اساسي في مساعدة لبنان منذ مؤتمرات ​باريس​ الثلاثة حتى ​مؤتمر سيدر​، كما أنها حافظت على علاقاتها مع كل اللبنانيين ومع كل القوى الاقليمية والدولية، ما يؤهلها لأن تقوم بدور بتخفيف الأزمات واقناع كل المعنيين بالتواضع للحفاظ على لبنان"، مطالبا "باجراء مناقصة شفافة لافضل خدمة كهربائية لطرابلس على غرار سائر المناطق".