اعتبر العلامة ​السيد علي فضل الله​ أن "سقوط البلد يعني سقوط كل كياناتنا السياسية والدينية والحزبية"، داعياً إلى "الحوار حول كل وجهات النظر وعدم كيل الاتهامات للآخرين"، مؤكداً على الدولة أن "تضع الهم التربوي في رأس اهتماماتها حيث لا إصلاح حقيقي بعيداً عن التعليم".

وأكد فضل الله، خلال استقباله وفداً من اتحاد المدارس التربوية و​المدارس الخاصة​، على أننا "نعيش جميعاً هذا الهاجس التربوي والتعليمي الذي لا ينفصل عن واقع البلد عموماً وعن الأزمة الاقتصادية والصحيّة"، مشيراً إلى أن "​المؤسسات التربوية​ بمعظمها لم تنطلق في الأساس من دوافع للربح المادي بل من خلال الإحساس بأهمية تقديم مستوى علمي وتربوي حيث كان الهم أن تستمر هذه المؤسسات في أداء دورها وعملها في بناء الإنسان بصرف النظر عن انتماءات هذا الإنسان، مؤكداً الحاجة إلى الحفاظ على هذا التنوع الذي يُغني لبنان ولكن بعيداً عن التشرذم والانقسامات".

كما رأى أنه "على الدولة أن تجعل الهم التربوي والتعليمي في رأس أولوياتها، لأن أي بناء وأي إصلاح حقيقي لا بد أن ينطلق من التعليم"، لافتاً إلى أننا جميعاً "في مركب واحد، وإذا غرق غرقنا كلنا، داعياً إلى التعاون بين المؤسسات والمدارس التربوية تحت شعار إعمار البلد وإصلاحه في وقت يعمل الكثير من السياسيين في هذا البلد على تخريبه".

وأبدى فضل الله خشيته من أن "يذهب البلد أكثر باتجاه المجهول في ظل الانقسامات السياسية التي تنعكس على الجميع، وغياب ​سياسة​ الإصلاح الحقيقي"، داعياً إلى "ضرورة التدبر العميق في تناول القضايا الخلافية الكبرى، وبأن نحسن اختيار الظروف والأطر المناسبة عند طرحها للاتفاق على مقاربة مشتركة حولها، وإلا تحولت إلى عنوان انقسامي جديد يساهم في تفاقم أزمة الوطن".

وشدّد كذلك على أنه "لا يجوز أن نضع الخلاف في وجهات النظر في نطاق الاتهام بالخيانة لهذا الفريق أو ذاك، بل لا بد أن نتعلم كيف نختلف وكيف يجمعنا الحوار في نهاية المطاف تحت شعار إنقاذ البلد والحفاظ على وحدته، لأن سقوط البلد يعني سقوط كل كياناتنا السياسية والمذهبية والحزبية وما إلى ذلك".