يتضح يوما اثر اخر ان ​لبنان​ فقد سيادته الوطنية وسارع التحول الى ساحة ومسرح وسبيل لرسائل تفتت قواه ومناعته. فكل فئة فيه تستجدي خارجا ليتدخل ويشد ازرها لتكون محضية في جنة النفوذ و النهب ومراكمة الثروات على حساب وجع الناس، وعرق جباههم وادخاراتهم، كاصحاب حقوق، وكسب المشاريع المدرارة من رحم الموازنات العامة ...

فالبلاد التي تختار لنفسها ان تصير سبيلاً لكل عابر وساحة تباري لكل واه، ومسرحا مشاعاً لكل عارض لاتقو على حكم نفسها، ولاتستطيع حماية سيادتها الوطنية، ولا تامين استقرارها الامني والاجتماعي لضمانة وجودها.

وعليه،

فكلما ضربت فيها جائحة طبيعية، او اقتصادية واجتماعية تهتز أسسها، ويتبارى الزجالون فيها ليستعرضو قوة ألسنتهم، باستنباش المعاجم اللغوية والتفويه، فيبتدعون ملهاة، ومشاريع واهية، واقتراحات لإشغال العامة عن أزماتهم وعن الكوارث التي حلت وستحل في البلاد...

الحياد قد يكون خياراً لبلاد بُعدها الجيوستراتيجي فرض بحد ذاته مصلحة للمجتمع الدولي برمته، ومصلحتها الذاتية.إلا ان كموقف وموقع هو في الخلاصة قرار سيادي لا يتحقق مالم يقترن بالقدرة على حماية ​الاستقلال​ وتحصين السيادة، بمنع اية جهة من التطاول او الاستفادة من الحياد وتحويله الى نقيصة بدل ان يكون مورد ثراء. فمن يختار الحياد في واقع متشرذم كأنه يدس السم في الدسم ويعمل بوعي، وبغير وعي على ضرب فكرة الحياد التي تتجلى حللها، خيارات وطنية جامعة لسادة وسيادين في أوطانهم.

أما في الازمات القاتلة فالقول بالحياد قبل السيادة والاستقلال، وتثبيت المواطنة الحقة الشاملة، كمن يطلق النار على نفسه ويتسبب بمزيد من التشتت والتفكك.

الاستقلال والسيادة والاستقرار أولا وبعدها تبحث الخيارات ويتقرر الدور الوظيفي للكيان...