ركّز رئيس الهيئة التنفيذية في "​حركة أمل​" مصطفى فوعاني، على أنّ "البلد يعيش على مفترق طرق خطيرة"، مؤكّدًا أنّ "وحدها وحدتنا الداخليّة وتكاتفنا يأخذاننا في الطريق الصحيح، ولا يمكن الوصول إلى برّ الأمان طالما أشرعة ​السفينة​ لم نتعاون في رفعها، لنتمكّن من الإبحار جميعًا في مركب الإنقاذ الوطني بدل تقاذف المسؤوليّات، ولا لتغليب المصالح الشخصيّة والسياسيّة على المصلحة الوطنيّة".

ودعا ​الحكومة​، خلال احتفال أحيته مدينة ​الهرمل​ ومركز "رياض طه الثقافي" بذكرى اغتيال النقيب رياض طه، إلى "إعادة النظر فورًا بكلّ الإجراءات الّتي اتّخذتها لمقاربة الأزمات على المستوى المعيشي والاقتصادي و​المال​ي والصحّي، لا سيّما تلك المتعلّقة بحماية العملة الوطنية ووضع حدّ لتفلّت الأسواق السوداء الّتي أصبحت حياة المواطن رهينة لها".

وطالب فوعاني، ​الدولة​ بـ"إنصاف المناطق المحرومة وضرورة إعادة العمل وتوفير ما يلزم من اعتمادات لسد العاصي، الّذي يشكّل بعدًا استراتيجيًّا للبقاع على مختلف المستويات، وضرورة استصدار قوانين تحرير الأراضي والفرز والضم، الأمر الّذي يوفّر للمواطن حياةً كريمة واستقرارًا".

ودعا تجار الأزمات وأصحاب الاحتكار، إلى "التعقّل والتفكير مليًّا بما يقدمون عليه، فهم يدفعون بالبلد إلى الهاوية"، متسائلًا: "ما نفع جَنيهم للأرباح إذا ما سقط ​الأمن​ الصحي والاجتماعي والاقتصادي ل​لبنان​يّين؟ لن تنفعهم عندئذ أرباحهم ولن تحميهم ما كَنزوا، وسيكون صوت الفقير والمحروم مزلزلًا ومدوّيًا". وأعرب عن أسفه لـ"مشهد العبث بالأمن الغذائي"، مشيرًا إلى أنّ "ما شهدناه بالأمس إنّما يؤكّد اهتراء الضمير الإنساني لدى البعض لعبثهم بحياة الناس، مقابل حفنة من المال، فكيف لهم أن تغمض عيونهم طيلة هذه الفترة؟".

كما استذكر "الملاحم البطوليّة الّتي خاضها المقاومون في تموز 2006، يوم أرادت ​إسرائيل​ كسر لبنان وتفتيت بنيانه، ولكن بقوّة مقاومتنا وجيشنا وصمود شعبنا وتلاحمنا استطعنا هزيمة آلة الدمار الإسرائيلي وكرّسنا زمن الانتصارات، وبتنا اليوم نتمسّك أكثر بنهجنا المقاوم، لأنّ الأطماع الإسرائيليّة مستمرّة". وأكّد "تمسّك لبنان بعدم التنازل أو المقايضة عن أي من الحقوق السياديّة على كامل ترابه ومياهه وثرواته في البر والبحر، واحتفاظه بحق الدفاع عنها بكلّ الوسائل"، لافتًا إلى أنّ "ما لم تَنله إسرائيل في الحرب، لن تحقّقه في أي تفاوض، وعلى الحكومة التحرّك والاستنفار لمجابهة عدوان إسرائيل وأطماعها وانتهاكاتها".

ودعا فوعاني إلى "ضرورة فتح قنوات الحوار مع الشقيقة ​سوريا​ لما في ذلك من مصلحة لبنانية، خصوصًا أنّ بوابة سوريا هي ممرّ يجب أن يكون أولويّة إذا ما اردنا تطوير قطاعاتنا الصناعيّة والزراعيّة، الّتي تُعتبر أولويّة لمعالجة وضعنا الاقتصادي اليوم".