لفتت مصادر وزارية ونيابية عبر صحيفة "​الشرق الأوسط​" الى أن "​وزير الخارجية​ الفرنسي، ​جان إيف لودريان​، حضر إلى ​بيروت​ في مهمة خاصة، حاملاً رسالة إلى أركان ​الدولة​ من العيار الثقيل من غير الجائز تجاهلها، وقد جاءت بمثابة إنذار أخير، وفيها تحميلهم مسؤولية التلكؤ في ​تحقيق​ الإصلاحات الإدارية والمالية التي تعد الممر الإلزامي للوصول في المفاوضات مع ​صندوق النقد​ الدولي إلى نتائج ملموسة تدفع باتجاه دعم خطة التعافي المالي لتفادي الأخطار التي تحيط ب​لبنان​"، مشيرة الى أن

"لودريان لم يحط في بيروت لينقل رسالة باسم ​الحكومة الفرنسية​ فحسب، وإنما حمل معه رسالة بالنيابة عن ​المجتمع الدولي​ ومجموعة أصدقاء لبنان".

وحذرت من "بلوغ لبنان مرحلة الخطر الشديد، وأن لا ​مساعدات​ من دون الإسراع في تحقيق الإصلاحات، ووضعها على الطريق الذي يمكنه من الإفادة من الدعم الدولي من خلال صندوق النقد، خصوصاً أن الرهان على مقررات مؤتمر "سيدر"، وتوظيفها لمساعدته للنهوض من أزماته، ليس في محله لأنها ارتبطت كلياً بمصير التفاوض مع الصندوق، وباتت متلازمة معه"، كاشفة أن "لودريان تحدث مع كبار المسؤولين بلهجة قاسية لم تكن مألوفة من قبل، مستخدماً تعابير فيها كثير من الإنذارات، على خلفية تماديهم في إهدار الفرص التي أُتيحت للبنان لقطع الطريق على تدحرج الانهيارات التي تحاصره، خصوصاً أن الوقت لم يعد يسمح باستمرار تخبط الحكومة وتلكؤها في الاستجابة لدفتر الشروط الذي أعده المجتمع الدولي للسير على طريق الإنقاذ، ولو على مراحل".

ورأت أن "عنوان محادثات لودريان مع الرؤساء ​ميشال عون​ و​نبيه بري​ و​حسان دياب​، ووزير الخارجية ​ناصيف حتي​، كان محصوراً بأمر عمليات دولية، وفيه: عليكم أن تساعدوا أنفسكم ليكون في مقدورنا مساعدتكم، ولا مجال لترف الوقت والدخول في مهاترات يراد منها تصفية الحسابات لأن لبنان يمر في ظروف قاهرة استثنائية تستدعي من جميع الجهات والقوى السياسية التكاتف، فبلدكم يقترب من الخطر الشديد، وبشكل غير مسبوق"، مؤكدة أن "المواقف التي أعلنها لودريان في ختام لقاءاته خلت من الإشادة بالحكومة والحكم على السواء، وحملت انتقادات لعدم استجابتهما لتطلعات ​الشعب اللبناني​ الذي انتفض في 17 تشرين الأول الماضي، فيما خص لودريان البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ بلقاء استثنائي لتوجيه رسالة من ​بكركي​، تتضمن تأييد دعوته إلى حياد لبنان لأنه لا سيادة من دون هذا الحياد، إضافة إلى أنه ينظر إلى الراعي".

كما علمت "الشرق الأوسط" أنه "من الركائز الأساسية، ليس لتحقيق التوازن ومنع الإخلال به فحسب، وإنما لدور ​الكنيسة المارونية​ في إنقاذ لبنان".

ومع أن المصادر نفسها نفت أن يكون لودريان قد تطرق في لقاءاته مع أركان الدولة إلى مطالبة الراعي بحياد لبنان، فإنه ركز على ضرورة ​النأي بالنفس​، وعدم إقحام لبنان في ​سياسة​ المحاور أو في التجاذبات التي تشهدها المنطقة لأن تحييده يأتي في سياق دفتر الشروط الدولية للوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد.