ترأس متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم ​الارثوذكس​ ​المطران الياس عودة​ القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، حيث اعرب عن أسفه "لأن ​فيروس كورونا​ عاد للانتشار بيننا، وأصبح يشكل خطرا داهما على مجتمعنا. هذا لأن بعض ال​لبنان​يين لم يدركوا خطورته واستهانوا به ولم يتبعوا إرشادات الأطباء وتحذيراتهم"، متمنياً من "جميع أبنائنا ومن جميع اللبنانيين اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل الحفاظ على صحتهم وصحة الآخرين، لأن حياتنا أمانة غالية، علينا احترامها والمحافظة عليها. ومن أسمى علامات المحبة الحفاظ على صحة الآخرين وعلى حياتهم. بالإضافة إلى أننا جميعا نرزح تحت أعباء ثقيلة ولسنا بحاجة إلى المزيد. فلنوفر على أنفسنا وعلى وطننا وعلى مستشفياتنا أعباء كلنا بغنى عنها، ولنحافظ على نظافتنا وعلى المسافة الآمنة، ولنتجنب كل ما يمكنه التسبب بالعدوى لنا وللآخرين. صلاتنا أن يترأف الله بنا ويبعد عنا جميعا هذا الداء وكل داء وشر وأذى".

ولفت عودة إلى انه "نسمع في إنجيل اليوم عن حادثتي شفاء، الأولى لأعميين، والثانية لأخرس. بداية، إذا تذكرنا حادثة شفاء المجنونين الخارجين من القبور، التي تحدثنا عنها منذ أسبوعين، نجد تشابها مع حادثة اليوم الأولى. هناك، اعترف المجنونان بأن المسيح هو ابن الله، وهنا الأعميان يسميان الرب يسوع "إبن داود". كان المجنونان يعيشان في ظلمة القبور، وهنا الأعميان يعيشان ظلمة عدم الإبصار"، منوهاً بأنه "في إنجيل متى، يعود المسيح فيشفي إنسانا يجمع بين الجنون والخرس والعمى معا، فيقول عليه الفريسيون الكلام ذاته، عندئذ يجيبهم الرب: "كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت" (12: 25). أليست هذه حالنا في لبنان؟ ألا نشعر بأننا في بيت منقسم على ذاته، في ساحة يتصارع فيها أطراف، كل يسعى إلى مصلحته وما يناسب عشيرته أو قومه أو حزبه؟ ويظنون أن الغلبة ستكون للأقوى، غير عابئين بمصير الوطن والمواطن ولقمة عيشه. لم لا نتعلم من التاريخ؟ لم لا نتعظ من الصراعات والحروب التي عاشها هذا الوطن؟ فلم لا نحمي وطننا بالنظر إلى الداخل لا إلى الخارج، وننصرف معا إلى بناء دولة موحدة قوية بأبنائها، غنية بطاقاتهم، فخورة بمحبتهم لها وانتمائهم إليها وحدها؟ لم لا نبعد أنفسنا عن كل ما يضر بنا وبوطننا؟".

كما أفاد بأنه "حرام" تقديم المصالح الخاصة على مصلحة الوطن والشعب. اللغة العدائية مرفوضة في وقت علينا فيه الاتفاق والإلتفاف حول فكرة الوطن الواحد الحر المستقل، الحاضن لأبنائه كلهم. مطلوب من حكامنا التقليل من الكلام والنظريات، وعوض البكاء على ما وصلنا إليه، الإنصراف إلى العمل الدؤوب، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب وتعيد ثقة الداخل والخارج بلبنان"، مشدداً على أنه "محزن ما سمعناه من أحد المسؤولين الذي نصحنا بمساعدة أنفسنا كي يساعدنا الآخرون، وكأنه يقول لنا إعملوا شيئا لمصلحة وطنكم قبل استعطاء عطف الآخرين".

وأكد عودة أن "دعوتنا اليوم أن نؤمن بالمسيح، وألا نجرب الرب إلهنا بطلب العجائب. هو كلي الحكمة، ويعرف متى ومع من يصنع العجائب. جهادنا أن نحافظ على إيماننا ثابتا، رغم كل ما نمر به، والله قادر أن يمنحنا كل خير، لأنه كنز الصالحات ورازق الحياة. آمنوا بالله، إعترفوا به، أحسنوا إلى الآخرين، هكذا تكونون أنتم أنفسكم أعجوبة في هذا الدهر، إذا رآكم من ضعف إيمانه يتشدد بكم ومن خلالكم، فنصل جميعنا معا إلى الملكوت المنشود، آمين".