لفت رئيس لجنة الصحة النيابية النائب ​عاصم عراجي​، إلى "أنّنادخلنا بالمرحلة الرابعة لوباء "​كورونا​" المستجد وهو الانتشار على كلّ الأراضي ال​لبنان​ية، والخوف أنّ 20 بالمئة من ​الإصابات​ مجهولة المصدر، وأصبحت هناك عدوى مجتمعيّة، وهذا ليس مؤشّرًا جيّدًا"، مبيّنًا "أنّنا دخلنا مرحلة الخطر الشديد بالنسبة لوباء "كورونا".

وأشار في حديث تلفزيوني، إلى أنّ "نسبة الوفيات في لبنان كانت 1 بالمئة، وهي نسبة قليلة بالنسبة إلى ​الصين​ و​إيطاليا​ و​بلجيكا​ و​إسبانيا​ وغيرخا من الدول حيث وصلت النسبة إلى 14 أو 15 بالمئة. لكن للأسف، البعض اعتبر أنّ هذه النسبة مقبولة، والبعض الآخر وجد أنّ "كورونا" أمر عادي شبيه ب​الإنفلونزا​، وعندما رُفعت أيضًا الإجراءات بعض الشيء، بدأنا نجد الأفراد في الشوارع والمسابح والسوبرماركت وأماكن السهر، من دون الإلتزام بالإجراءات الوقائيّة وتحديدًا ارتداء ​الكمامة​".

وأوضح عراجي أنّ "في ظلّ انتشار أي وباء في العالم، تتوزّع المسؤوليّة على 3 جهات: الدولة، المجتمع، الفرد. فالدولة يجب أن تتخّذ إجراءات وأن تطبّقها، مثلًا إذا فُرضت غرامة على عدم ارتداء الكمامة، يجب تطبيق هذا الأمر، خصوصًا أنّ الكمامة أمر أساسي وضروري لمواجهة انتشار الوباء"، مركّزًا على أنّ "مسؤوليّة المجتمع والجمعيّات والبلديات أن تراقب، مع ​وزارة الداخلية والبلديات​؛ بالإضافة إلى المسؤوليّة الفرديّة".

وشرح أنّ "5 بالمئة من المصابين يدخلون إلى العناية المركّزة، وبعضهم بحاجة إلى وضعهم على أجهزة التنفس الاصطناعي"، مذكّرًا بـ"أنّنا عندما وضعنا خطّة في بداية الأزمة ، قلنا إنّ لدينا 27 مستشفى حكوميًّا في لبنان، ونريد تجهيز 12 مستشفى في المرحلة الأولى. كان هناك "PCR" واحد فقط في "​مستشفى بيروت الحكومي الجامعي​"، والآن أصبح تقريبًا لدينا 30 "PCR". كما أنّه لم يكن لدينا عدد كاف من أجهزة التنفس الاصطناعي، فقمنا بتجهيز غرف العناية الفائقة".

وشدّد على أنّ "في 10 أيار الماضي، وصلنا إلى صفر إصابات بـ"كورونا"، لكن الأعداد ارتفعت مجدّدًا، وبين 26 حزيران و26 تموز الحالي أي خلال شهر، سُجّلت نصف الإصابات بالوباء، في حين أنّ النصف الآخر سُجّل من شباط إلى 26 حزيران؛ ما يعني أنّنا دخلنا في مرحلة انتشار عالية للوباء". وأكّد أنّ "بحسب النسب العالميّة، نحن دخلنا في مرحلة خطرة، وأنّ الكمامة أمر أساسي، وليست لدينا الإمكانيّات الكافية مثل ​أوروبا​ وغيرها للمعالجة".

كما نوّه عراجي إلى أنّ "لدينا طاقمًا تمريضيًّا جيّدًا جدًّا، لكن لديهم مشاكل بسب الإرتفاع الجنوني لسعر صرف ​الدولار​"، لافتًا إلى أنّ "في لبنان هناك 15 ألف سرير في كلّ ​المستشفيات الحكومية​ والخاصة، منها 2500 غرفة عناية. ولكن الآن مع وجود مرضى قلب أو رئة أو مصابون بأمراض سرطانية و​حوادث سير​ وغيرها، على أجهزة التنفس، بات لدينا تقريبًا 700 جهاز تنفّس للحالات المصابة بـ"كورونا".

وحذّر من "أنّنا قد نصل إلى النموذج الإيطالي، إذا استمرّ الوضع على حاله"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الإرتفاع السريع بأعداد الإصابات، قد يكون لأنّ الفيروس قد طوّر نفسه، لكن الأمر هذا بحاجة إلى دراسات". وركّز على "أنّنا ربحنا المعركة الأولى مع "كورونا"، لكنّنا الآن بدأنا نخسر، لأنّ المسؤولية مشتركة على 3 جهات"، مشدّدًا على "أهمّية الإلتزام بارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، تنظيف اليدين والتعقيم، وتجنّب الإختلاط والمناسبات الاجتماعيّة".

ورأى أنّ "الـ"PCR" الّذي يجريه الوافدون ليس كافيًا والنتيجة قد تكون خاطئة، لذلك يجب إجراء الفحص أكثر من مرّة والتزام ​الحجر المنزلي​"، موضحًا أنّ "الوباء ممكن أن ينتقل من خلال دخان النرجيلة أو الدخان، بسبب الرذاذ المُنتقل في الدخان".وأكّد "أنّنا في أزمة صحيّة كبيرة، وإذا الدولة لم تدعم القطاع الطبّي فقد نصل إلى الانهيار".