أكد رئيس "تجمّع موارنة من اجل ​​لبنان​"​ ​المحامي ​بول كنعان​، بعد لقاء ​السفير البابوي​ في لبنان المونسنيور جوزف سبيتاري في مقر السفارة، أنه "تشرفت اليوم بلقاء السفير البابوي في هذا الظرف الدقيق الذي يعيشه لبنان، والذي يتطلب حراكاً محلياً بناء نعم، إلاّ أنه كذلك يحتاج الى وقوف أصدقاء لبنان التاريخيين الى جانبه".

ولفت كنعان إلى أن "لبنان لن يموت وهو كأرز الرّب ينمو ويستمر، ولو تكسّرت أغصانه أحياناً، بفعل الصعوبات والمحن، إلاّ أنه يقوم ويدحرج الحجر على غرار ​السيد المسيح​ الذي وطأ أرضه وبارك ترابه. لقد عانى لبنان الاحتلالات، وكل محتل غادر وبقيَ لبنان. لقد حكمنا العثمانيون ورحلوا من دون أن يتركوا لا علماً ولا مؤسسات ولا مدارس. وعندما جاء الفرنسيون، زرعوا الحداثة والتعليم والتطوير. ولا يزال لبنان متأثراً بهذه الثقافة وهذا الغنى، وما زيارة ​وزير الخارجية​ الفرنسية قبل أيام، ودعم ​فرنسا​ ل​مدارس لبنان​، سوى الدليل الواضح على عمق هذه العلاقة التاريخيّة".

كما أفاد بأن "​الفاتيكان​ وقداسة الحبر الأعظم ​البابا فرنسيس​ كان سبّاقاً على صعيد المساهمة المالية في دعم المدارس قبل أشهر، وهو الذي لطالما حمل لبنان ويحمله في صلاته"، منوهاً بأنه "إننا كتجمّع موارنة من أجل لبنان، نؤمن بلبنان الدور والحضور والرسالة. ونعتبر انه عندما تكون كنيستنا السريانية المارونية الكاثوليكيّة المتشاركة مع الفاتيكان بخير، فلبنان يكون بخير، خصوصاً أن قوة لبنان من قوة الموارنة فيه، يضعف بضعفهم، ويقوى بقوّتهم وحضورهم الفاعل".

واعتبر كنعان أننا "نعيش اليوم تحديات كيانيّة اقتصادية واجتماعية ومالية، تضاف إليها تحديات مستمرة منذ سنوات بفعل الوجود الفلسطيني على أرض لبنان، وأكثر من مليون ونصف نازح سوري الى أرضنا. في هذه التحديات وبسببها كانت صرخة البطريرك ​الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ لحياد لبنان، حيادٌ إجابي يحفظ الكيان ووحدة الدولة، واستمرارية دورها الفاعل في هذا المحيط وهذا الشرق. وهذه دعوةٌ نعتبر أنفسنا رسلها، ونضع أنفسنا بتصرف الكنيسة للقيام بما يلزم على صعيد ترسيخها"، مشدداً على أنه "لذلك، نتطلّع الى الفاتيكان والكنيسة الرسولية الجامعة كأم وحاضن ومساعد، وكصوت حق وحقيقة في هذا العالم لإخراج وطننا من غرفة العناية الفائقة ودعم مؤسساته من خلال دعوة العالم لعدم ترك هذا الوطن يستمر في الرّزوح تحت الاعباء الثقيلة التي تفوق قدرته على التحمل".

وأوضح كذلك أنه "من هنا، حمّلنا هذه الرسالة الى سيادة السفير البابوي الحاضر بفعاليّة لمدّ جسور التلاقي، وكلنا أمل وثقة، بأن كلمتنا ستجد في قلبه وعقله كل عناية وتفهّم، فينقلها الى قداسة الحبر الاعظم الذي يحمل لبنان في قلبه وصلاته. نؤمن أن بعد الصلب قيامة ونثق بأن لبنان سيقوم".