اشارت الكتلة الوطنية الى انه "إذا كان الجميع متفقاً على أنّ القرارات الكبرى أو الخيارات المصيرية التي ترتد تداعياتها على الشعب ال​لبنان​ي بأكمله تحتاج الى إجماع وطني أو قرار من ​الدولة اللبنانية​ كمسألة الحياد مثلاً، فلماذا لا يُطبّق الإجماع نفسه على قرار الحرب والسلم؟ وكيف يجوز أن يبقى لبنان بشعبه ومؤسساته رهينة طرف واحد منخرط ميدانياً في لعبة المحاور؟ وبعد العملية الحدودية الغامضة يوم الإثنين، وبعد بيان ​حزب الله​ الذي أكد فيه انه سيردّ على اغتيال احد عناصره في ​سوريا​، نسأل امينه العام ​السيد حسن نصرالله​ هل قررتم نقل معركتكم في سوريا الى لبنان؟ ومَن شاورتم من شركائكم في الوطن؟".

اضافت الكتلة في بيان، "ستخرج أبواق مأجورة تخوّن وتتهم بالعمالة كل مّن يخالفها الرأي. سئم ​اللبنانيون​ لغة التخوين هذه، فليس هناك مواطن واحد يقبل باحتلال ارضه. لكن أن يمنح طرف واحد نفسه وكالة حصرية بتحديد وسيلة التحرير وتوقيتها وظروفها فيما يتحمّل كل لبنان تبعاتها، فهذا ما لم يعد مقبولاً. وفي ذلك قول الإمام علي: "من استبدّ برأيه هلك ومن شاور الناس شاركها في عقولها، ذهبتم للقتال في سوريا وغيرها من دون أن تستشيروا شركاءكم في الوطن، انخرطتم في ​سياسة​ المحاور الى أقصى الحدود وخارج الحدود ولم تستشروا أحداً، أفلا يحق للبنانيين أن يشعروا اليوم أنهم رهائن؟".

واعتبر البيان بأن "قلق اللبنانيين من حروب جديدة قلقٌ مشروع، فيما هم محاصرون بانهيار مالي واقتصادي، وانتم تعلمون ان ​العدو الاسرائيلي​ الذي يواجه خضّات سياسية وارتباكاً في الداخل قد يهرب من مآزقه الداخلية الى حرب خارجية. وتدمير لبنان لن يخدم الا "​إسرائيل​"، أما ما يخدم لبنان ويقوّيه في وجه أي احتلال وأي عدوّ، فهو قيام دولة قوية بمؤسساتها، دولة يتساوى فيها المواطنون وتتحقق فيها العدالة. ففي هذه الدولة فقط سنجد اللبنانيين شعباً واحداً لا شعوب وطوائف متناحرة. أما منطق الدويلات والانقسامات فهو ما تريده "إسرائيل"، وكل من يساهم في تعزيز منطق ​المحاصصة​ والدويلات الطائفية يساهم بتدمير لبنان والمستفيد "إسرائيل".