أشارت أوساط واسعة الإطلاع، في حديث إلى صحيفة "الراي" الكويتيّة، إلى أنّ "كلام منسق الأمين العام للأمم المتحدة في ​لبنان​، ​يان كوبيش​، (الّذي قال إنّ أغلب الناس في لبنان وخارجه يعتقدون أنّ المؤامرة الحقيقيّة الّتي تواجه البلد هي عدم رغبة الطبقة السياسيّة والماليّة في تطبيق مجموعة من الإصلاحات الملحّة والشاملة، رغم أنّ هذا هو السبيل الوحيد الكفيل بإطلاق مساعدات تدريجيًّا من الخارج، متسائلًا: ما المطلوب لتغيير ذهنيّتهم بعد كلّ هذا الإنهيار والبؤس؟) جاء ليؤكّد مسألتَين: الأولى أنّ ما قاله وزير الخارجية الفرنسية ​جان إيف لودريان​ في ​بيروت​ يعبّر عن موقف ​المجتمع الدولي​ ككل. والثانية صحّة ما نُقل قبل أيام عن أنّ وزير الخارجية الفرنسي أبلغ مَن التقاهم أنّ ​الاتحاد الأوروبي​ و​الولايات المتحدة الأميركية​ و​بريطانيا​ "على خطى رجل واحد في كلّ ما يختص بلبنان".

ولفتت إلى أنّ "كوبيش بحديثه عن "المؤامرة الحقيقيّة" غَمَز بوضوح من قناة محاولاتِ السلطة تصوير ما يعانيه لبنان على أنّه مِن "فِعل الآخرين"، وذلك من باب الهروب إلى الأمام المتمادي من عدم الرغبة ولا القدرة على السير بإصلاحات تُعتَبر أيضًا المفتاح لبلوغ تفاهُم على برنامج إنقاذ مع "​صندوق النقد الدولي​"، ما يزال رهينةَ خلافات أهل البيت اللبناني وعدم توافقهم حتّى الآن على رقم موحّد للخسائر الماليّة، وهو ما أدّى إلى خسارة وقت ذهبي ودخول المفاوضات في جمودٍ سيتعزّز في شهر العطلة السنوية (آب)، على وقع تفاقُم مَظاهر السقوط المالي وتداعياته الاقتصاديّة والمعيشيّة على مختلف وجوه حياة اللبنانيّين، الّذين صاروا أَسرى العتمة ونقص ​البنزين​ و​المازوت​ ووقوف ​المستشفيات الخاصة​ على مشارف الانهيار ودخول البلاد مدار التضخم المفرط".