نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن زوار قطب سياسي لم يتردد في توفير الدعم لحكومة الرئيس ​حسان دياب​، اعتباره أن "المشكلة تكمن في أن دياب لا يزال يتصرّف كأنه يعيش في كوكب آخر، ويرفض أن يقارب المشكلات من كثب ويتدخل في الوقت المناسب لمنع البلد من السقوط في الهاوية"، مؤكدا أن "الرهان على ​الحكومة​ لم يكن في محله بعد أن أثبتت عجزها عن التصدّي لشكاوى اللبنانيين وهمومهم".

وشدد على أن "أداء الحكومة لا يزال دون المستوى المطلوب، وأن رئيسها أوقع نفسه في حجر سياسي بسبب إصراره على بعض المواقف التي أقحمته في مسلسل من الاشتباكات السياسية؛ بدأت مع حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ و​جمعية المصارف​، وانتهت مع ​المجلس النيابي​ على خلفية نزاعه المفتوح مع ​لجنة المال والموازنة​ النيابية حول توحيد مقاربة الخسائر المالية التي تؤخر تفعيل التفاوض مع ​صندوق النقد الدولي​"، مشيرا إلى أن "دياب سرعان مع وسّع دائرة اشتباكاته لتشمل ​وزير الخارجية​ الفرنسي ​جان إيف لودريان​ بدلاً من أن يُبقي على التواصل معه على أنه آخر وسيلة لوقف الانهيار المالي والاقتصادي، ثم اتجهت حملته إلى ​الأجهزة الأمنية​ في تغريدة اضطر إلى سحبها لما انطوت عليه من اتهامات ظالمة لم تلقَ تجاوب أكثرية الوزراء".

ورأى القطب السياسي أن "مشكلة دياب مع نفسه قبل الآخرين لغياب الرؤية الواضحة في توفير الحلول للمشكلات الحياتية والمعيشية. وفي الشأن السياسي يكاد يغيب عن جلسات ​مجلس الوزراء​ ويحضر بصورة استثنائية من زاوية ملاحقته شبح المؤامرة التي ما زالت غير مرئية".

وسأل عن "الأسباب وراء تقصير الحكومة الذي أحدث فراغاً أتاح للمدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​ التدخّل لتدارك استمراره في ظل ارتباك الحكومة"، مؤكدا أن "الركون إلى حكومة من التكنوقراط لم يكن في محله لافتقاد من يشارك فيها إلى رؤية سياسية موحدة من جهة؛ ولغياب المبادرات لمحاكاة المزاج الشعبي من جهة ثانية".

واعتبر أن "الحكومة لا تتعاطى الشأن السياسي، والإنجاز الوحيد الذي حققته بقي محصوراً في تشكيل لجان وزارية بمؤازرة الفريق الاستشاري لدياب، مع أن هذه اللجان ما زالت تراوح في مكانها ولم تدفع اجتماعاتها باتجاه خفض الأزمات"، عازيا السبب إلى أن "ما يعوز الحكومة افتقادها للحد الأدنى من اللاعبين السياسيين في مقابل وجود لاعب أوحد يتمثل في رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ الذي ارتأى أن يتموضع على الضفة الأخرى ويتألم لما آلت إليه الأوضاع بسبب قصور الرؤية لدى الحكومة رغم أنه لم يلق التجاوب المطلوب لإخراجها من التخبُّط الذي يسيطر عليها".