عند الحديث عن ​مرفأ بيروت​، تعود بالذاكرة التاريخية الى القرن الخامس عشر قبل ​الميلاد​، وفي منتصف الستينيات، تم إنشاء الحوضين الرابع والخامس، وفي العام 2020، إنفجر المرفأ.

يشكل مرفأ بيروت نقطة عبور لأساطيل ​السفن​ التجارية بين الشرق والغرب، ومركز التقاء للقارات الثلاث، ​أوروبا​، آسيا، و​أفريقيا​، وخلال السبعينيات من القرن العشرين كان مرفأ بيروت أهم محطة للتجارة الدولية مع ​الدول العربية​ المحيطة، وفي 4 آب 2020، إنفجر المرفأ.

ولكن، اذا فقد ال​لبنان​يون الأمل، فقدوا كل شيء، والمرفأ سيعود الى سابق عهده، إنما قبل ذلك لا بد من التفكير بكيفية إدارة شؤون الاستيراد والتصدير، والتجارة، وهنا لا بد من تفعيل العمل بمرفأ ​طرابلس​، ومرفأي صيدا وصور، ولو بنسبة أقل.

مرفأ طرابلس​، هو ثاني أكبر ميناء في لبنان بعد مرفأ بيروت، تبلغ مساحته الإجمالية حوالي ثلاثة مليون متر مربع منها 2200000 م2 مساحة مائية و320000 م2 مساحة ارضية، وقد بدأ العمل فيه عام 1959، ويشير مديره ​أحمد تامر​، الى أن المرفأ سيعمل بقوة لتأمين النقص الحاصل عن مرفأ بيروت لأن الأساس هو التكامل بين عمل المرافىء.

ويضيف تامر في حديث لـ"النشرة": "مرفأ بيروت بحاجة الى ورشة عمل سريعة ليعود الى ​الحياة​ مجددا، وهذا أمر لن يأخذ وقتا كبيرا لأن الأضرار في مرفأ الحاويات قليلة، ويمكن إستئناف العمل في أسرع ما يمكن"، مشيرا الى أن الأضرار الكبيرة حصلت في رصيف الحبوب، مؤكدا أن الاعمال الإنشائية بحاجة الى وقت وشركات أجنبية متخصصة، بينما الأعمال الأخرى يمكن القيام بها بسرعة عبر شركات محلية.

تختلف مساحة مرفأ بيروت عن مساحة مرفأ طرابلس، كذلك قدرته التشغيلية، فالثاني يعمل اليوم بقدرة 2 مليون طن، ويستطيع الوصول بحسب تامر الى قدرة 5 ملايين طن، شرط وضع الخطة اللوجستيّة قيد التنفيذ، مشيرا الى أن قدرة مرفأ عاصمة ​الشمال​ على تقديم التبريد للحاويات، تصل الى 100 حاوية بينما مرفأ بيروت كان يستطيع تقديم التبريد الى 1000 حاوية.

يؤكد تامر أن مرفأ طرابلس متاح لكل اللبنانيين، وهناك شركات عديدة تعمل منه بمجال الحبوب، مشددا على أن التعاون مع ​القطاع الخاص​ مهم جدا لتأمين المستودعات للشركات التي لا تملك مخازن قريبة من المرافئ في صيدا وصور وطرابلس، معربا عن تفاؤله بالتنسيق بين المرافئ، كاشفا أن تطوير مرافئ صيدا وصور وطرابلس ستحصل تزامنا مع إعادة بناء مرفأ بيروت.

تعمل ​وزارة الأشغال العامة والنقل​ لحصر ​الآثار​ السلبية لخروج مرفأ بيروت من خريطة المرافئ اللبنانية العاملة، ومرفأ طرابلس سيحاول التعويض أيضا، والبداية من "​القمح​" اذ وصلت أمس ​سفينة​ محملة بـ5500 طنّ من القمح إلى ​الميناء​ قادمة من ​أوكرانيا​، وستصل السفن الاخرى في الأيام القليلة المقبلة، فهل يستعيد مرفأ بيروت بريقه بسرعة؟.