أشار السفير السوري في لبنان ​علي عبد الكريم علي​، في حديث لـ"النشرة"، أنه "لا أسمح لنفسي بإصدار الاحكام المُسبقة حول انفجار مرفأ ​بيروت​، ولكن الأكيد أن هناك جانب متعلّق بالإهمال، وفي الوقت عينه بحسب حجم الانفجار لا يمكن استبعاد أن يكون العمل مُدبرًا، مع رفضي لفرضية القصف بالصواريخ".

ورأى علي أن "أعداد الضحايا كبيرة وحجم الخسائر مهول وغير مسبوق، وهذا أمر مؤلم للغاية، وعلينا إنتظار التحقيقات حتى تتكشّف الحقائق"، معتبرًا أن "​سوريا​ تلقّت نبأ الانفجار ببالغ الألم، خصوصًا أن هذا المرفأ له دور كبير وهام بالنسبة للبنان، ورغم فداحة الخسارة البشرية والمادية، نأمل أن يستفيد لبنان في استخلاص العبر من هذا الدرس القاسي على الجميع".

وعن المطالبة بتحقيق دولي في الإنفجار، إعتبر علي أن "هذا الطرح غير نظيف ويجب أن يُنظر له بحذر، وأن تكون تجربة ​المحكمة الدولية​ وما أصاب لبنان بفعلِها من خسائر مادية وتعطيل لدوره درسًا يستخلص منه الأشقاء في لبنان العِبر، فهذه المحكمة مُسّيسة وهذا الامر واضح للجميع".

وشدّد السفير السوري، على أن "ضخامة الإنفجار الذي ضرب لبنان يستدعي مراجعة مسؤولة وخطوات جادة وجرأة كبيرة في اتخاذ خطوات عملانية، لتحويل هذه الكارثة على فداحتها الى فرصة، من خلال الانفتاح على سوريا والتكامل معها ومع الدول الشقيقة في ​العراق​ و​الخليج​ والشرق الذي قدّم مبادرات عديدة لبنان بأمسّ الحاجة لها، فعلى سبيل المثال العروض التي قدّمتها ​الصين​ ضرورية للبنان ويجب التقاطها والخروج من منطق البحث عن المصالح الشخصية".

وبيّن علي أن "سوريا منذ اللحظات الاولى لانفجار بيروت، أبدت بلسان رئيسها ​بشار الاسد​ إستعدادها لتقديم المساعدة الى لبنان، والهلال الاحمر السوري أبلغ الصليب الاحمر اللبناني باستعداده لتقديم التجهيزات واستقبال المصابين، وقد تواصلت شخصيا مع ​وزارة الصحة السورية​ التي قدّمت كافة التسهيلات رغم القيود المفروضة بفعل ​فيروس كورونا​، لان حجم الكارثة آلمت السوريين كما ​الشعب اللبناني​ الشقيق".

وأكدّ علي أن "لبنان بحاجة إلى حالة انقاذية، ويجب أن يخرج الجميع من التردّد بالتكامل مع سوريا الذي فيه مصلحة للبلدين معًا، فسوريا رِئة لبنان الاساسية ولا تجوز المكابرة في هذا المجال، والحصار ليس قدرًا، وعلى لبنان ان يقوم بكل الخطوات التي تصبّ في مصلحته لانقاذ اقتصاده"، موضحًا أن "التكامل مع سوريا يعالج مسألة الامدادات و​الكهرباء​، وله منافع ايجابية في موضوع التحصين الأمني ووقف التهريب، وعندها يمكن ضبط ايقاع الإستغلاليين في الجانبين، رغم أن النزيف من سوريا الى لبنان هو الأكبر وليس العكس".

واعتبر علي أن "الوضع الإقتصادي المأزوم في بيروت له مُسبّباته، ولبنان فقد الورقة التي كان يمتلكها كمركز لإستقطاب الودائع من المنطقة و​اوروبا​، ولكن يجب أن يُعاد النظر بالفوائد المرتفعة التي كانت تدفع، والتي كانت سببًا بتحويل لبنان إلى ​الاقتصاد​ الريعي"، معتبرًا أن "لبنان بحاجة إلى سوريا رغم الضائقة التي تعيشها، ولا يجوز التذرّع ب​العقوبات الأميركية​، فعندما ينفّذ لبنان مصالحه تسقط كل مفاعيل التهديدات والعقوبات".

وردًا على سؤال حول الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على بلاده وما حصل مؤخرًا في ​الجولان​، لفت علي الى أنه "لست معنيًا للحديث في الشق العسكري، ولكن بتقديري وضع الجيش السوري والمقاومة الشعبية في تطور ايجابي بمواجهة العدوان المتمثّل باسرائيل واميركا وتركيا".