اعتبر المحامي أنطوان ​نصرالله​ أن "إنفجار ​مرفأ بيروت​ شكل كارثة على ​لبنان​ بكل ما للكلمة من معنى، فالضرر الذي لحق بالمدينة أشبه بنتيجة حرب لعشر سنوات متوالية"، مشيرًا الى أن "ما حصل هو نتيجة الإهمال اولا، و​الفساد​ ثانيا، وهما وجهان لعملة واحدة إسمها ​السلطة​ الفاسدة، والتي فوّتنا أكثر من فرصة للإطاحة بها".

وفي حديث لـ"النشرة"، سأل نصرالله: "هل يعقل أن يتم وضع مواد خطرة في مرفق حيوي كمرفأ بيروت؟ وماذا لو تمّت سرقة جزء منها وفُجرت في مناطق مختلفة؟ خصوصا أننا نعيش على خطّ تماس مع دول تعاني من حروب كبيرة"، مؤكدًا أن "الاهمال الحاصل والذي أدّى لسقوط عدد كبير من الضحايا يجب أن يُحاسب عليه ​منظومة​ كاملة، وليس مجموعة أشخاص كما يحاولون اليوم".

ورأى نصرالله أن "العقليات المتحكّمة بالبلد يجب أن تتبدّل، فكيف يعقل أن يتحكم بالمرفأ عدة أجهزة"، موضحًا أن "هناك قانونًا ينظم عمل ​المطار​ بسبب وجود الهيئة الناظمة، بينما المرفأ منذ العام 1990 تديره هيئة موقتة، وكان الاجدى بالسلطة والعهد الحالي أن يبدأوا بتطبيق القوانين وبايجاد قانون جديد للمرفأ ينظم عمله".

وعن المطالبة بإجراء ​تحقيق​ دولي في حادثة المرفأ، أكد نصرالله انه يؤيد فكرة الإستعانة بخبرات دوليّة لأننا نفتقدها في لبنان، وقد سمعنا بالأمس ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ قد طلب من الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ صورا جوية عن لحظة وقوع الإنفجار"، لافتا الى أن "المطالبة بتدويل المرفأ والمطار مضيعة للوقت وستقسّم اللبنانيين من جديد "ورح تضيع الطاسة"، ويجب الذهاب الى المطالبة بتبديل السلطة السياسية ككل".

ورأى نصرالله أن "​الدولة​ أمام الكارثة التي ضربت لبنان أثبتت عجزها وضياعها، وعلى المسؤولين عدم الاكتفاء بالتجوّل في مسرح الجريمة أمام عدسات الكاميرات"، معتبرًا أن "زيارة ماكرون إلى لبنان فضحت هذه الطبقة وأسقطتها".

من جهة أخرى، لفت نصرالله إلى أن "الاتفاق الذي حصل بين رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ ورئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ على تقاسم "الجبنة"، والتي كانت اولى مفاعيله تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، سقط مع الانفجار"، معتبرًا أن "على بري أن ينزل من عليائه قليلا، وفي حال الطوارئ يجب أن يُعقد ​المجلس النيابي​ خلال 8 أيام"، مشددًا على ان "​القضاء اللبناني​ في حال تسلّم نتائج التحقيقات الحقيقة لا يمكنه الا ان يسمي المسؤولين، فعصا الشعب ليست ضعيفة"، معتبرًا أن "اللبنانيين اليوم امام فرصة تاريخية حقيقية، ولكنها أخيرة لاعادة تسوية الوضع في لبنان، فإما أن نبني وطنًا أو سنذهب الى مزبلة التاريخ".

وردًا على سؤال، حول خلفيات تأجيل ​المحكمة الدولية​ لصدور الحكم في قضية اغتيال رئيس ​الحكومة​ الراحل ​رفيق الحريري​ إلى 18 آب الجاري، اعتبر نصرالله أن "هناك أمرًا مسيّسا في المحكمة، وتأجيل صدور الحكم قد يكون مؤشرًا على ذلك، ولكن في النهاية كل الموضوع يتوقّف على وعي اللبنانيين، خصوصا أننا نعيش في مرحلة شدّ حبال ايراني-اميركي من جهة وايراني-عربي من جهة اخرى، واذا لم نميّز انفسنا، سنكون ساحة للصراع خصوصا في ظل وجود حكومة ضعيفة".