لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ في عظة يوم الأحد إلى انه "نقدم هذه الذبيحة معكم لراحة ​ضحايا​ تفجير 4 آب ونتمنى الشفاء للجرحى وإيجاد ​المفقودين​ ومساعدة المتضررين و​النازحين​ ومالكي السيارات و​الشاحنات​ والباصات التي أتلفت حريقا أو تدمرت بالانهيارات واعادة ترميم ما تهدم في ​المستشفيات​ و​المدارس​ والكنائس ودور العبادة والمؤسسات العامة والخاصة الصناعية والتجارية والسياحية وسواها من معالم ​بيروت​ الهندسية التاريخية". واعتبر ان الانفجار "كارثة هزت دول ​العالم​ ومن حقها ان تعرف اسباب هذه الانفجار ووجود هذه الكمية الهائلة من المواد المتفجرة في أخطر مكان في العاصمة".

ورأى انها "جريمة موصوفة ضد الانسانية ومن الواجب الاستعانة ب​تحقيق​ دولي لكشف حقائقها كاملة واعلانها مع وجوب محاسبة كل مسؤول عن هذه المجزرة مهما علا شأنه، وعلى الرغم من هول الكارثة شعرنا كلنا بيد الله الخفية التي نجب المئات من الموت وعشرات الألوف من الاذى، ونحن نحيي بطولة وتضحيات ​الجيش​ و​القوى الامنية​ وعناصر ​الصليب الاحمر​ وفرق الاطفاء والانقاذ و​الدفاع المدني​، وتحية عرفان الجميل وشكر لجميع الدول شرقا وغربا الذين سارعوا وأرسلوا ​مساعدات​ ل​لبنان​، فعظيم هذا التضامن الانساني الذي عبرت به هذه الدول عن حقيقة مفهوم التضامن، وبهذا التضامن لم ترفع الدول الحصار عن ​السلطة​ الحاكمة بل عن ​الشعب اللبناني​ المنكوب".

وأضاف "نوجه تحية إلى ​البابا فرنسيس​ مع شكره على صلاته يوم الاربعاء والنداء الذي وجهه للأسرة الدولية لمساعدة أهل بيروت، نود توجيه عاطفة شكر وتقدير للرئيس الفرنسي السيد ​ايمانويل ماكرون​ على ​الساعات​ المليئة بالعاطفة التي قضاها في بيروت وقد سبقته طائرات المساعدات الفرنسية"، معتبرا ان "زيارته التفقدية للمرفأ وشارع ​الجميزة​ عزت ابناء بيروت وشجعتهم ووضعت المسؤولين أمام خطورة مسؤولياتهم وحجم تقصيرهم، بهذه الزيارة شارك الرئيس الفرنسي اللبنانيين ارادتهم في انقاذ لبنان وبها جدد ميثاق الصداقة اللبناينة الذي يعود إلى ألف عام، وميزة زيارته انها تؤمن بكيان لبنان ووحدته وبالشراكة ​المسيحية​ الاسلامية".

ولفت الراعي إلى ان "التغيير مهما كان عمقه يجب ان ينطلق من نظامنا الديمقراطي ودستورنا وميثاقنا الوطني وثوابتنا الوطنية التاريخية"، مشيرا إلى ان "لقاء الرئيس ماكرون مع الشعب دعوة للسلطة كي تصغي إلى ​صوت الشعب​ و​الثورة​ وإلى نداءات ​المجتمع الدولي​ المتكررة من الدول الكبرى إلى ​الاتحاد الأوروبي​ التي حثت المسؤولين حكومة ومجلس نيابيا على سماع صوت الشعب وتغيير الاداء واجراء الاصلاحات و​مكافحة الفساد​ والحياد عن الصراعات واحترام القرارات الدولية واشراك الاجيال ​الجديدة​ في حكم البلاد لكن كل نداءات العالم ذهبت سدا فتفاقمت الاوضاع وعمت ​المحاصصة​ وتناثرت مؤسسات ​الدولة​ اشلاء كزجاج بيروت"، وقال: "ان ما شهدناه بالامس من تحركات شعبية غاضبة يؤكد على نفاذ صبر الشعب اللبناني ويدل على التصميم في التغيير إلى الافضل لكن في الوقت عينه نبدي حزننا لسقوط شهيد من قوى الامن الاداخلي".

وتساءل "ألا يستوجب كل ذلك مضافا إلى كارثة بيروت قرارات جريئة في دولة ديمقراطية تعيد النظر في التركيبة الحاكمة وطريقة حكمها فلا تكفي ​استقالة​ نائب من هنا ووزير من هناك فيجب الوصول إلى استقالة ​الحكومة​ برمتها إذا باتت عاجزة عن النهوض بالبلاد واجراء انتخبات نيابية مبكرة".