أشار الوزير السابق ​رشيد درباس​ إلى أن "فداحة وهول الكارثة التي حلّت ب​بيروت​ و​لبنان​، جعلت العالم يخرج عن موقفه السلبي، ويتعاطف معنا بصورة أخوية، وهو ما تجلّى بحركة الرئيس الفرنسي"، منوهاً بأن "​ماكرون​، بكلامه المتكرّر مرات عدّة من قلب لبنان، وبلقائه مع الشعب اللّبناني ومع السياسيّين، كان يفرّق بين دعم الشعب اللّبناني، ودعم الحكومة اللّبنانية، وهذا الأمر بدا واضحاً. فهو قال للمسؤولين إنه لا يقدّم "شيكاً" على بياض، واشترط الخروج من الفساد المنظَّم، كما قال لهم بوضوح إنكم لا تثقون ببعضكم، والشعب اللّبناني لا يثق بكم".

ولفت درباس، في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مؤتمر دعم لبنان إنسانياً الذي عُقِد بالأمس، بمبادرة من ماكرون أيضاً، والذي جمع مبلغاً لا بأس به لتضميد الجراح، أكّد خلاله كل الرؤساء أن هذا التبرّع يرتبط بآلية لإنفاقه، وهي لا تدخل ضمن قنوات ​الدولة اللبنانية​ إطلاقاً. وهذا إعلان فاضح عن أن لا ثقة بهذه الدولة. ولكن بالمقابل، وبدلاً من أن يخجلوا، لا يزال أفرقاء الداخل يعملون بسياسات "الترقيع". وهذا يدلّ على استمرار التمسُّك بالحكم رغم غرق الباخرة، ولكنها غارقة".

كما أعرب عن اعتقاده بأنه "بعد مؤتمر الدّعم الإنساني للشعب اللّبناني أمس، وبعد كلام ماكرون خلاله أيضاً، أظنّ أن الأمور ستأخذ مساراً آخر، وستخرج من إطار التجاذب الداخلي بين الأطراف المحليّين لتوضَع على البساط الدولي"، منوهاً بأن "هذا من ضمن التجاذب الإقليمي والدولي. فلا ضرورة لأن نغشّ أنفسنا بأن ​المجتمع الدولي​ لا عمل لديه سوى أن يراقب وينظر كيف ينقذ الشّعب اللّبناني فقط لأنه موجوع، لا، بل نحن وصلنا الى هنا من خلال سياسات ما سُمِّي بمحاصرة ​إيران​ وحلفائها على امتداد المنطقة".

وشدد درباس على أنه "عندما يصل التجاذب الى هذه الدرجة، قد تحصل مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة على مستوى المنطقة، حول شروط معيّنة، وعلينا أن نتأمّل بأن تكون النتائج سريعة. ولكن في الانتظار، علينا أن نصمد على قدر طاقتنا، حتى لا يتهتّك البلد ويسقط. ففي تلك الحالة، لا يعود أي حلّ ينفع، أي عندما يصبح البلد مجرّد أشلاء".

وردّاً على سؤال حول إمكانيّة أن يوضَع الملف اللبناني على طاولة ​الأمم المتحدة​، لفت درباس إلى أنه "ربما نعم، وربما لا. وهنا نذكر أن الأمم المتّحدة تحوي بعض الأطراف الذين يُمكنهم أن يضعوا "فيتوات"، وهم يستطيعون إلغاء كل المحاولات التي يُمكنها أن تحصل في تلك الحالة. ولكن بموازاة ذلك، علينا أن ننتبه الى أن الأطراف الدوليين الفاعلين باتوا مهتمّين بالقضية اللّبنانية، في الوقت الرّاهن". وشدد على أن "بعض الأطراف اللّبنانية فقدت أي مصداقية، وثقة الناس، وهي تعلم جيّداً أن أحداً لا يصدّقها. وهي ستتمسّك بالسلطة بحجج كثيرة".

وأكمد كذلك أن "فقدان معظم مكوّنات السلطة اللّبنانية ثقة المجتمع الدولي تظهر من خلال المقابلات التي تجريها بعض القنوات العالمية مع مسؤولين لبنانيّين. وربما يكون كافياً التمعُّن بالكلام الذي قيل بالأمس خلال مؤتمر دعم الشعب اللّبناني، ومختصره هو أن قرشاً واحداً لن يُنفَق عبر القنوات الحكومية. وهذا الكلام لا يحتاج الى أكثر منه".