ذكرت "​الشرق الاوسط​" بأنه يتداول بعضهم في ​واشنطن​ أن الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ ينسق تحركه السياسي تجاه ​بيروت​ مع إدارة الرئيس ​دونالد ترمب​ لإعادة ترتيب الوضع الحكومي، لكن واشنطن أكدت أنها لا تدعم تشكيل ​حكومة​ "وحدة وطنية"، على الأقل في هذه المرحلة، لأنها تعد أن الطبقة السياسية القائمة مسؤولة بشكل مباشر عما وصلت إليه الأوضاع في ​لبنان​، وأن الأمر متصل أيضاً بما سيحصل في المواجهة القائمة مع ​إيران​، المؤجل البت فيها إلى ما بعد ​الانتخابات الأميركية​.

وتتخوف تلك الأوساط من نمو الدور التركي الذي يسعى إلى "ملء الفراغ" في لبنان، في ظل حركة نشطة تقوم بها أنقرة، سواء في طرابلس أو بيروت، عبر تعميق علاقاتها مع جماعات إسلامية معروفة، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج سياسية كارثية، في ظل تنسيقها المعلن منه والمستور مع إيران. وتدعو في هذا الإطار إلى إعادة تعزيز الحضور الخليجي، والبحث عن قنوات تواصل مع اللبنانيين.

وتكتفي واشنطن بالإصرار على الطرف الفرنسي أن يمضي قدماً في جهوده للاتفاق على تشكيل حكومة "محايدة"، يمكن لبعضهم أن يسميها حكومة "إنقاذ"، بانتظار نضوج التسوية الإقليمية الكبرى. وتعتقد تلك الأوساط أن واشنطن حصلت على موافقة الثنائي الشيعي لترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، وهو ما سيبحثه المبعوث الأميركي الخاص السفير ديفيد هيل في بيروت هذا الأسبوع، لكنها تبدي حذرها من مناقشات قيل إن فرنسا تجريها مع الأطراف اللبنانية، خصوصاً مع "حزب الله"، في ظل تقدير فرنسي يعد أن حالة "القضم" التي يتعرض لها الحزب قد تؤدي إلى "عقلنة" دوره، وقبوله بتسوية داخلية.

وترى فرنسا أن "حزب الله" هو في حالة دفاع جراء الأحداث التي تتالت على لبنان منذ 17 تشرين الأول، وصولاً إلى انفجار المرفأ، وقرب الإعلان عن نتائج المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والتجديد لقوات الطوارئ الدولية الشهر المقبل. لكن واشنطن لا تستطيع القبول بتسوية تسلم البلد لـ"حزب الله"، خصوصاً أن لا أحد يتحدث عن "سلاح الحزب" الذي يشكل عنصر استقوائه الأساسي على منافسيه الآخرين في لبنان. وترى أنه من الصعوبة على واشنطن القبول بهذه التسوية إذا لم تكن جزءاً من التسوية الكبرى مع إيران، التي تشترط فيها أن تتخلى ليس فقط عن طموحاتها النووية، بل وعن سلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة.

وترى تلك الأوساط أن ما يمكن توقعه من الآن حتى نهاية العام الحالي لا يتجاوز تشكيل حكومة توقف الانهيار المعيشي عبر جسر المساعدات الإنسانية التي لن تمر إلا عبر الهيئات الدولية. أما البحث في إعادة إعمار بيروت التي أكد مسح أولي أن كلفتها قد تصل إلى 15 مليار دولار، فهو أمر مؤجل مرتبط بملفات الإعمار الأخرى في الإقليم المعطوب، من سوريا إلى العراق، إلى ما بعد نهاية العام الحالي.​​​​​​​

​​​​​​​

​​​​​​​