لفت رئيس "حزب ​القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​، إلى أنّ "منذ لحظة وقوع الكارثة في مرفأ ​بيروت​، ونحن في حالة تشاور دائم بين بعضنا، وقمنا بكلّ ما يمكننا القيام به من أجل بيروت والأشرفية. لكن على المستوى السياسي، كان هناك إجماع كهيئة تنفيذيّة في "القوات اللبنانية" وتكتل "الجمهورية القوية"، أنّه يجب أن نتمكّن من التخلّص من السلطة الموجودة".

وركّز في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل، على أنّ "أصبح واضحًا أنّ بوجود هذه السلطة "فالج لا تعالج"، واتّفقنا أنّه لا يمكن الإكمال قدمًا إلّا بتغيير السلطة القائمة، وكان هناك طريق واحدة لا غير، هي أن نتمكّن من التخلّص من الأكثريّة النيابيّة المتمركزة في ​المجلس النيابي​، من خلال تجميع ما يكفي من استقالات، ليصبح المجلس بحالة سقوط فعلي، للذهاب إلى انتحابات نيابية مبركة، والوصول إلى أكثريّة مختلفة وسلطة مختلفة".

وأوضح جعجع أنّ "الهدف ليس الاستقالة، بل إسقاط ​مجلس النواب​، وعلى هذا الأساس بدأنا العمل"، منوّهًا إلى أنّ "أي استقالات لن تؤدّي إلى إسقاط المجلس الحالي، تكون ضربة في الهواء أو جهدًا ضائعًا".وأشار إلى أنّ "استقالتنا في جيوبنا ولنفترض أنّنا استقلنا الآن، هناك مجموعة مصالح كبيرة في البرلمان، وستتوقّف الأمور عند استقالة 25 نائبًا تقريبًا، وسيدعو بعدها وزير الداخلية والبلديات لانتخابات فرعيّة وعندها يفوز نواب بـ200 أو 300 صوت. بالتالي،بدل أن يكون لدى السلطة 70 نائبًا، سيصبح لديها 95 نائبًا، ومن هنا نسنتنج أنّ من يحرّضون الرأي العام للمطالبة باستقالتنا، قسم منهم لا يعرف ماذا يفعل، وقسم آخر يعرف ويريد تخلية المكان لنفسه".

وذكر "أنّنا إذا قمنا بهذه الخطوة، نكون نقوّي السلطة الحاليّة بدلًا من إضعافها. وإذا أصبح لديها 95 نائبًا، في أوّل لحظة يمكنهم أن يعدّلوا ​قانون الانتخابات​، أو تعديل ​الدستور​ بالاتجاه الّذي يريدونه. بـ95 نائبًا، يمكنهم انتخاب رئيس جمهورية من الدورة الأولى؛ لذا يجب تقدير مدى دقّة وخطورة الأوضاع الّتي نمرّ بها". وبيّن أنّهم "يسألون لماذا لم نستقل، إلّا أنّنا استقلنا عشرات المرّات في الماضي، لكن في الوقت الحالي الهدف إسقاط المجلس النيابي للذهاب إلى انتخابات نيابية جديدة وتكوين سلطة جديدة".

وكشف "أنّنا من هذا المنطلق، بدأنا اتصالاتنا لنحصل على عدد مقبول من النواب للاستقالة، ما يسمح بالتخلّص من المجلس. تكلّمنا مع "​تيار المستقبل​" و"​الحزب التقدمي الإشتراكي​"، لأنّ "​التيار الوطني الحر​" و"​حزب الله​" وحلفاءهم ضدّ الاستقالة". ولفت إلى أنّ "في اجتماع ​معراب​ يوم الإثنين، كنّا على قاب قوسين من الاتفاق على "المستقبل" و"الإشتراكي" على الاستقالة، وحتّى وصلنا في البحث إلى تفاصيل إعلان الاستقالة. لكن للأسف، ظهر أنّ الحكومة "محضرة حالها" وستستقيل، وفضّل "المستقبل" و"الإشتراكي" أن يتريّثا ولا يستقيلا، بانتظار ما سيحصل بموضوع ​الحكومة الجديدة​".

كما أكّد جعجع "أنّنا بعدما وصلنا إلى هنا، جهدنا الأساسي سيبقى الخلّص من السلطة، من خلال التخلّص من المجلس النيابي والوصول إلى انتخابات نيابية مبكرة". ونادى ​الكتل النيابية​ الرئيسيّة، ولا سيّما "المستقبل" و"الإشتراكي" أن "نتشارك سويًّا ونستقيل من المجلس النيابي. وإذا من اليوم إلى الغد، لا يريدون إعادة النظر والاستقالة، سأتمنّى من النواب المستقيلين التفكير بما يحصل واسترداد استقالتهم قبل جلسة الغد وقبل أن تصبح نافذة. وأتمنّى خصوصًا على "​حزب الكتائب اللبنانية​" وتواصلت مع رئيسه النائب ​سامي الجميل​ من أجل ذلك، أن يعودوا عن استقالاتهم قبل طرحها في المجلس، لأنّه بإمكاننا التأثير من داخل البرلمان في هذه المرحلة".

وشدّد على أنّه "على رأس جدول أعمال الحكومة المقبلة، يجب أن يكون موضوع تقصير ولاية المجلس النيابي، إعادة إعمار المناطق المتضرّرة جراء الإنفجار، موضوع الحياد الّذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، والإصلاحات ثمّ الإصلاحات ثمّ الإصلاحات". إلى ذلك، ركّز على "أنّنا لسنا معه حكومات وحدة وطنيّة، فهي لا حكومات ولا وطنيّة". وعن إمكانيّة تسميته رئيس الوزراء الأسبق ​سعد الحريري​ ل​رئاسة الحكومة​ المقبلة، أوضح "أنّنا مع حكومة جديدة تمامًا ومستقلّة تمامًا وحياديّة تمامًا".

وأشار إلى أنّ "المستقل لا يعني أنّه لا يملك آراء، لكن ألّا يكون مرتبطًا بأحد و"صار بدنا أفلاطون تيخلصنا". وأعلن "أنّنا لن نشارك في ​جلسة مجلس النواب​ غدًا"، لافتًا إلى "أنّنا نطالب بلجنة تحقيق دولية، وإذا لم يتحقّق هذا المطلب سنتوجّه نحو تقديم عريضة للمطالبة بتحقيق دولي وتقصير ولاية مجلس النواب".