كشفت أوساط سياسية بارزة أن ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ سعى جاهداً، فور ​استقالة​ حكومة رئيس حكومة تصريف الاعمال ​حسان دياب​، إلى تسويق فكرة تشكيل "حكومة أقطاب"، في محاولة لإعادة "تعويم" رئيس "​التيار الوطني الحر​" ​جبران باسيل​؛ لكن فكرته وُئدت في مهدها، وسقطت ليل الاثنين الماضي، وكأنها لم تكن.

وقالت الأوساط السياسية لـ"​الشرق الأوسط​" إنها تستغرب مبادرة ​الرئيس عون​ لتسويق باسيل في محاولة منه لإعادة الاعتبار له، مع أنه كان السبب في تهاوي "العهد القوي"، وقالت إن رفض تعويمه لم يكن محصوراً بقوى المعارضة، وإنما بأطراف رئيسة في "​8 آذار​" التي تحبذ تشكيل حكومة وحدة وطنية، شرط ألا يكون باسيل في عدادها.

ولفتت الأوساط نفسها إلى أن محاولة باسيل الاستقواء بحليفه "​حزب الله​" لم تلقَ حماسة، مع أن اللقاء الذي جمعه ليل الاثنين الماضي برئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصر الله​، ​حسين خليل​، أخذ علماً برغبة رئيس الجمهورية تشكيل حكومة أقطاب.

ورأت أن عون لم يعد في الموقع الذي يسمح له بفرض شروطه كما في السابق لدى تشكيل أي حكومة، واعتبرت أن ترشيح باسيل لسفير لبنان السابق لدى ​الأمم المتحدة​ ​نواف سلام​ لتولي ​تشكيل الحكومة​ ​الجديدة​، ما هو إلا مناورة مكشوفة يتوخى منها ابتزاز رئيس تيار "المستقبل" ​سعد الحريري​ الذي كان أول من رشحه لتولي ​رئاسة الحكومة​ السابقة، واعترض على ترشيحه باسيل و"حزب الله".

ودعت باسيل إلى أن "يخيط بغير هذه المسلَّة"، وقالت بأنه يخطئ إذا كان يعتقد بأن الأمر يعود له في ترشيح سلام أو الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، وبات عليه أن يتواضع ولو قليلاً، وألا ينكر الواقع السياسي الجديد والأزمات التي أصابت البلد، وهو يتحمل مسؤولية حيال بعضها، لإمعانه في تعطيل جلسات ​مجلس الوزراء​.

ولاحظت "الشرق الأوسط" أن البرنامج الذي أُعد للقاءات ​وزير الخارجية​ المصري ​سامح شكري​ في خلال زيارته الخاطفة ل​بيروت​، لم يشمل باسيل، رغم أنه استقدم أكثر من وساطة كما أكدت الأوساط السياسية، وعزت السبب إلى أن لا مبرر للقائه ما دام التقى رئيس الجمهورية.

وفي هذا السياق، علمت "الشرق الأوسط" بأن شكري أبلغ عون استعداد ​القاهرة​ للمشاركة في التحقيق في ​انفجار​ ​مرفأ بيروت​؛ لكنه استمع إليه من دون أن يصدر عنه أي تعليق.