طالب نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة، الاجهزة القضائية بتكثيف تحقيقاتها وكشف المتسببين والمسؤولين عن الانفجار الكارثي الذي فجع وطننا وتسبب بكارثة إنسانية كبرى حصدت أرواح مئات الأبرياء وخلفت الاف الجرحى فضلا عن الخسائر الضخمة في الممتلكات، وافضت الى نتيجة واحدة هي دمار البلاد والعباد، فيما المطلوب كشف ملابسات ما حصل، ومعاقبة المقصرين والمتسببين والتعويض على المتضررين والإسراع في إعادة بناء ما تهدم وبلسمة جراح الجرحى.

ولفت الخطيب الى اننا "اذ نجدد عزاءنا ومواساتنا لذوي الضحايا المظلومين الذين نحتسبهم شهداء عند ربهم يرزقون، ونشاركهم مصابهم الجلل، وندعو للجرحى بالشفاء العاجل، فإننا نناشد ال​لبنان​يين ان يتكاتفوا ويتعاضدوا في مواجهة تداعيات هذه الفاجعة التي شكلت مناسبة لتداعي المخلصين لوطنهم فبادروا الى مد يد العون الى أهلهم واخوانهم في الوطن، بيد اننا نأسف ان يستغل بعض السياسيين دماء شركائهم في الوطن في أسلوب سياسي مبتذل، حرضوا من خلاله على ​المقاومة​ وبيئتها و حولوا بعض المؤسسات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي الى منصات وابواق للفتنة والتحريض، وبدلاً من الحض على تعاون جميع الافرقاء للخروج من هذه المحنة والتخفيف عن المصابين، شوهوا الحقائق وبثوا الشائعات والفتن خدمة للعدو الصهيوني، فيما اظهر غالبية اللبنانيين مستوى عال من الوعي والحكمة فتعاطوا مع المصاب الجلل بروح المسؤولية الوطنية".

ووجه العلامة الخطيب تحية التقدير الى شعب لبنان المقاوم في ذكرى انتصار 14 اب، الذي اثبت بما يقطع الشك ان ​لبنان القوي​ والمستقر يتطلب المزيد من الوحدة الوطنية المرتكزة على تلاحم الشعب و​الجيش​ والمقاومة، فهذه المعادلة لا تزال ضرورة وطنية لحفظ وحدة لبنان واستقراره، والعدو الصهيوني لا يزال يتربص الشر بوطننا وينتهك سيادته ويحتل ارضه ويتهدد شعبه بالعدوان، ونحن اذ نؤكد على حرمة التعامل مع الكيان الغاصب فإننا نشجب كل تطبيع معه وندعو الى قطع العلاقات ومواجهة كل محاولات اظهاره كدولة صديقة فيما هو كيان عنصري غرسه الاستعمار في بلادنا ليكون مركزا لحبك المكائد ونسج الفتن و المؤامرات ضد شعوبنا.

وشدد سماحته على ضرورة الإسراع في تشكيل ​حكومة​ إنقاذيه تحصن الوحدة الوطنية وتنفذ الإصلاحات وتنهض ب​الاقتصاد​ وتحفظ النقد الوطني وتوفر الاستقرار السياسي والاجتماعي لتعيد ثقة المواطن ب​الدولة​ من خلال ​مكافحة الفساد​ معاقبة المتسببين بكارثة ​بيروت​ والتفرغ لإغاثة المنكوبين والمتضررين والتعويض عنهم وتأمين المأوى والمساعدات الضرورية لهم. وتقدم سماحته بجزيل الشكر من الدول الصديقة والشقيقة التي بادرت الى تقديم المساعدات في تعبير انساني ، ونأمل ان تحذو دولا أخرى حذوها بالوقوف مع لبنان في بلسمة جراحه وتجاوز هذه النكبة.

وحذر العلامة الخطيب اللبنانيين من تفاقم اعداد المصابين بفيروس ​الكورونا​ نتيجة الاستهتار وعدم المبالاة في اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من تفشي الوباء، و نحن اذ ندعو المواطنين والمقيمين الى عدم الاحتشاد والتجمع، فإننا نطالبهم بالتزام توجيهات وإرشادات ​وزارة الصحة​ والجهات المعنية ولاسيما أن إعداد المصابين مؤخرا تبعث على القلق للحد من تفشي الفيروس، فالبلد يعاني من الازمات بما فيه الكفاية ولا يجوز ان نبتلى بالوباء من جديد.