سألت أوساط سياسية عبر صحيفة "​الشرق الأوسط​" عن "الأسباب الكامنة وراء عدم مبادرة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ إلى تحديد موعد لإجراء ​الاستشارات النيابية​ الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف ب​تشكيل الحكومة​ ​الجديدة​، وما إذا كان لتريّثه في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري لإعادة إنتاج ​السلطة​ في ​لبنان​ علاقة مباشرة بضرورة تجاوز التداعيات المترتبة على استعداد ​المحكمة الدولية​ لإصدار حكمها اليوم في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق ​رفيق الحريري​، أم أنه يتوخّى من التأخير كسب الوقت لتعويم رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​ من خلال مطالبته بتشكيل حكومة أقطاب تتيح له بأن يعيد الاعتبار لباسيل؟".

وكشفت الأوساط السياسية أن "​الرئيس عون​ يتذرّع بضرورة إجراء مشاورات سياسية تسبق تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلزمة لعله يتمكّن من تسويق باسيل من خلال إصراره على تشكيل حكومة أقطاب"، مشيرة الى أنه "أجرى نصف مشاورات اقتصرت على أهل البيت؛ أي القوى الحليفة له من دون أن تشمل قوى المعارضة".

ولفتت الأوساط نفسها إلى أن "المشاورات لم تحقق الغاية المرجوّة منها لأنه لم يلق التجاوب المطلوب مع أنه حاول توسيع مشاوراته بانفتاحه على رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ مبدياً رغبته بلقائه".

وعلمت "الشرق الأوسط" أن "لا مانع من لقاء عون بجنبلاط لكنه لن يبدل من موقف الأخير الذي لا يحبّذ تشكيل حكومة أقطاب ويدعو لحكومة قادرة على مواجهة التحديات"، مشيرة الى أن "عون لم يقرر حتى ​الساعة​ ما إذا كان سيسحب عرضه بتشكيل حكومة أقطاب من التداول لمصلحة قيام حكومة وحدة وطنية، تجاوباً مع موقف رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ وأمين عام "​حزب الله​" ​السيد حسن نصر الله​. كما أن عون لم يكن مرتاحاً للقاءات التي عقدها وكيل ​وزارة الخارجية الأميركية​ لشؤون الشرق الأوسط ​ديفيد هيل​ لاستبعاده عقد لقاء مع باسيل".

وأكدت الأوساط أن "استبعاد باسيل من لقاءات هيل ما هو إلا مؤشر على موقف طارئ للإدارة الأميركية التي بدأت تتعامل معه كأحد أبرز الوجود السياسية التي توفر الغطاء ل​سياسة​ "حزب الله" في لبنان امتداداً إلى المنطقة. لذلك، فإن تذرّع عون بتأخير الاستشارات النيابية واستباقها بمشاورات سياسية لتسهيل مهمة التكليف والتأليف لم يلق أي تجاوب لأن ما يهمه أن يحجز مقعداً لباسيل في ​الحكومة الجديدة​ التي لن ترى النور قبل التفاهم على برنامجها الإنقاذي وتحديد مهامها في ضوء عودة ​المجتمع الدولي​ فور الانفجار الذي حصل في ​مرفأ بيروت​ للاهتمام بلبنان في محاولة لانتشاله من قعر الهاوية".

وأوضحت أنه "من السابق لأوانه تسليط ​الضوء​ على اسم المرشح لتشكيل الحكومة العتيدة إذا كان المقصود تهيئة الأجواء لعودة ​سعد الحريري​ إلى ​رئاسة الحكومة​، مع أن رئيس ​مجلس النواب​ نبيه بري هو أول من رشحه وهذا ما أبلغه لهيل ووزير خارجية ​إيران​ ​محمد جواد ظريف​ الذي ربما فوجئ بتبنّيه من قبل رئيس المجلس"، مبينة أن "الرئيس عون ليس بعيداً عن ترشيح بري للحريري لتولي رئاسة الحكومة وهو أُعلم بموقفه في ​اتصال​ جرى بينهما أول من أمس".