علمت صحيفة "الشرق الأوسط" من مصادر أمنية بارزة أن "رئيس ​الحكومة​ السابق ​سعد الحريري​ كان التقى على التوالي قائد الجيش ​العماد جوزيف عون​ والمديرين العامين ل​قوى الأمن الداخلي​ ​اللواء عماد عثمان​ و​الأمن العام​ ​اللواء عباس إبراهيم​ قبل ساعات من حصول الانفجار في مرفأ ​بيروت​".

وكشفت المصادر الأمنية أن "هذه اللقاءات عُقدت بطلب من الحريري وخُصّصت للبحث في الإجراءات والتدابير التي يُفترض أن تتخذها ​القوى الأمنية​ عشية صدور الحكم الذي كان متوقعاً يوم الجمعة في 7 آب الماضي قبل أن يتم ترحيله إلى اليوم بسبب الانفجار المدمّر الذي أصاب بيروت"، مشيرة إلى أن "الحريري شدّد في لقاءاته على ضرورة ضبط إيقاع ردود الفعل حفاظاً على ​السلم الأهلي​ والاستقرار ومنع إحداث فتنة مذهبية شيعية - سنّية، انطلاقاً من تقديره بأن المتهمين في جريمة اغتياله وإن كانوا ينتمون إلى ​طائفة​ معينة من غير الجائز تحميلها وزر هذه الجريمة".

ولفتت الى أن "القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش ال​لبنان​ي، أتمّت جاهزيتها استعداداً للبدء بتنفيذ يوم أمني، خصوصاً في المناطق المتداخلة لمنع أي احتكاك يُفترض أن يبدأ قبل ساعات من موعد صدور الحكم"، مبينة أن "الحريري كان أول من قال فور تشكيل ​المحكمة الدولية​ بأنه يعترف بالحكم الذي سيصدر عنها ولا يشكك فيه لأنه يؤمن بالعدالة الدولية".

وأكدت هذه الأوساط أن "من يحاول الخروج عن الثوابت الوطنية التي أرساها رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ سواء لجهة الدور الذي لعبه لوقف الحرب المدمّرة في لبنان وإعادة إعماره وتكريس حياته للحفاظ على السلم الأهلي وحماية العيش المشترك، يمعن ثانية في اغتياله سياسيا لأنه لا يدرك بأنه كان النموذج اللبناني لإنقاذ بلده وإعادته إلى خريطة الاهتمام الدولي، إضافة إلى دوره في التوصُّل إلى ​اتفاق الطائف​"، متسائلة عن "رد فعل ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ وفريقه السياسي حيال هذا الحكم ومدى استعدادهما لاتخاذ موقف غير تلك المواقف التي صدرت عنهما بعد وقبل التوصُّل إلى إبرام ورقة التفاهم التي توافق عليها عون أثناء وجوده على رأس "​التيار الوطني الحر​" مع الأمين العام ل​حزب الله​ ​حسن نصر الله​".

وشددت على أن "لا مصلحة لعون في تكرار مواقفه السابقة قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، إلا إذا أراد النائب ​جبران باسيل​ الذهاب بعيداً في مراعاته لحليفه "حزب الله" ظنّاً منه بأن وضع كل أوراقه في سلة الحزب يمكن أن يشكل له رافعة سياسية لإعادة تعويمه، خصوصا أنه كان لمح بأن هناك من يلوّح بفرض ​عقوبات​ عليه بسبب دفاعه عن الحزب رغم ما لديه من ملاحظات على أدائه في الداخل".