أاشر شيخ عقل ​طائفة الموحدين الدروز​ ​الشيخ نعيم حسن​، في رسالة وجهها بمناسبة رأس السنة الهجرية، إلى أن "الأوّل من محرَّم من السنة الأولى للهجرة هو حدّ فاصل من نُور بين الجهالة وعماء البصيرة وانطماس الروح إزاء أوثان الغرائز والعصبيَّات والشِّرك العديم من جهة، وبين قيام دولة الحقّ والتّوحيد والعدل والمساواة وانقشاع البصيرة الإنسانيَّة عن أشرف وأجمل ما يملكُه الداخلُ الإنسانيّ من فضائل وقيَم وجبِلَّة أخلاقيَّة تمكِّنُه من عقل ما أرادهُ الله تعالى لهُ من إدراك لطائف معاني الرّسالة الخالدة من جهةٍ أُخرى".

ولفت حسن إلى ان "الأوَّل من محرَّم في يومنا هذا، تتبدَّى لنا صورةُ العالم، وصورة بلدنا، وصورة ​بيروت​ الجريحة دلالة على أنَّ أحْوجَ ما نحتاجُه اليوم هو استلهام الحقيقة من ذلك الحدَث التاريخيّ العظيم سعياً في الإخلاص والوفاء وتثبيت الإيمان بأنَّ الحقَّ والعدالةَ والإنصافَ ونبذ الظلم والعدوان هو سبيل الخلاص، وهو سبيلُ الهداية إلى الانصرافِ بالكلِّيَّة في خدمة ما ينفعُ الذّات في تزكيتها وتطهيرها، وما ينفع بالتالي النَّاس في إضاءة سبُل الحياة لهم بما منحهم الله عزَّ وجلّ من نِعمه وحِكمته وهديه".

كما أكد أن "الخيْر والمعروف والإيمان ونبذ الشرّ كلّهم محطّ قلب المؤمنِ، وسرّ سريرتِه، ونور ضميره ووجدانه، وحاشا الله أن يُقدِّر مع الإخلاص لتلك الخيْرات أن تفسدَ حياةُ الشّعوب وينتشرَ في أرجاء أمكنتها الفسادُ والخرابُ وضيقُ العيْش! فأين نحن من هذه الحقيقة؟ وهل باتت ال​سياسة​ُ بمعناها التنافري القاتل هي الطريقة الوحيدة للحُكم؟ وهل باتت السياسةُ تعني التعامُل مع ريوع الدولة ومواردها على انها مغانم وحصص ومجالات للنفوذ والهيمنة والاستئثار؟ إنَّ نهجَ الإصلاح واضح، وهو إصلاحُ بات في مقام إخراج النَّاس من المحَن التي تعصف بهم في إدارة الأمور وفي الاقتصاد وفي الأمن وفي ضمانات التماسُك الاجتماعي درءًا لمخاطر الانهيار والاضطرابات".

ودعا حسن إلى "صفاء النوايا والقلوب لإنقاذ الوطن وقيام دولة القانون وحسن سير مؤسساتها وقوّة جيشها ووحدة أبنائها عندها لا نختلف على مفهوم حياد أو على جهاد مقاومة"، سائلا الله أن "يوقظ الضمائر، ويحيي البصائر، وأن يُلهمَ الجميع سواء السَّبيل ببركة الخير والهدى المعقوديْن في معنى هذه المناسبة المباركة، وأن يُنعمَ بظلِّ رحمته وفضله وعونه على شعبنا وشعوب أمَّتنا، إنه هو السميع المجيب".