علمت صحيفة "​الشرق الأوسط​" من مصادر سياسية مواكبة للقاء الذي جمع ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، أن "الأخير جدد طرحه لإسم رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ لتولي ​رئاسة الحكومة​ من دون أن يلقى رفضاً من رئيس الجمهورية الذي أعلمه بأنه يواصل مشاوراته لتسهيل مهمة التكليف والتأليف على أساس أن هناك مجموعة من الأفكار تتعلق ب​تشكيل الحكومة​ العتيدة تتراوح من وجهة نظره بين حكومة أقطاب أو حكومة وحدة وطنية".

وكشفت المصادر النيابية أن "بري لا يزال الأقدر على التواصل مع أبرز المكونات السياسية أكانت من المعارضة أو الموالاة، انطلاقاً من التصنيف السياسي القائم لتوزع القوى السياسية على هذا الأساس حتى إشعار آخر ما لم ندفع باتجاه إعادة خلط الأوراق"، مشيرة الى أن "بري من موقعه الوسطي يسعى جاهداً لفتح ثغرة يمكن التأسيس عليها وأن الممر الإلزامي للعبور إليها يكمن في تحديد موعد لبدء ​الاستشارات النيابية​ المُلزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف لتشكيل الحكومة ​الجديدة​ لأن مثل هذه الخطوة يمكن أن ترفع من منسوب عودة الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ إلى ​بيروت​ وإلا لن يأتي في الأول من أيلول ليكون شاهداً على تدحرج الوضع السياسي نحو الأسوأ".

وأكدت المصادر نفسها بأن "بري الذي سيتواصل مع عون لعله يحسم أمره ويحدد المواعيد لبدء الاستشارات النيابية المُلزمة، فإنه في المقابل لا يحبذ الإبقاء على المشاورات مفتوحة إلى ما لا نهاية لأن البلد لا يحتمل ترحيل البحث في تشكيل الحكومة الجديدة"، لافتة إلى أن "​المجتمع الدولي​ وعلى رأسه ​الولايات المتحدة​ يشجع على تشكيل حكومة مستقلة".

وأوضحت أن "بري وإن كان يُمهل عون للانتهاء من مشاوراته فإنه يستعد لأن يقول كلمته بدءاً من الاثنين المقبل، وهذا ما نقله عنه زواره بقوله أمامهم: سيكون لي حديث آخر بعد يوم الأحد المقبل"، كاشفة أن "بري تواصل مع الحريري فور عودته من لقائه بعون، والحريري وإن كان ينظر إليه البعض على أنه مرشح الضرورة، فإنه في المقابل يتهيب الموقف، وبالتالي ليس في وارد إقحام نفسه في مغامرة جديدة بعد أن أطاح، عون وبتحريض من رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​، بالتسوية التي كانت وراء انتخابه رئيساً للجمهورية".

ورأت أن "عون لم يعد يمتلك الأوراق التي تسمح له الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة على مفاتيح قواعد اللعبة السياسية"، مبينة أنه "لهذا السبب يصر على التأليف قبل التكليف في محاولة منه لتثبيت بدعة بذريعة أن ​الدستور اللبناني​ لا ينص فور ​استقالة​ الحكومة على توجيه الدعوة لإجراء استشارات نيابية مُلزمة".

وأضافت: "​الرئيس عون​ يصر على تثبيت هذه البدعة التي ابتدعها في خلال ​الاتصالات​ التي كانت وراء تكليف ​حسان دياب​ بتشكيل الحكومة لأنه لا يملك من أوراق الضغط والتفاوض سوى هذه البدعة التي يتعامل معها خصومه على أنها مخالفة ل​اتفاق الطائف​، خصوصا أن مجرد تكليف من يشكل الحكومة العتيدة سينتزع منه هذه الورقة التي سيُمسك بها الرئيس المكلف، وبالتالي لن يتسنى له تعويم باسيل سياسيا"، مؤكدة أن "التيار السياسي المقرب من عون بإصراره هذا يعيش في كوكب آخر لا يمت بصلة إلى الواقع السياسي الراهن ولا إلى تداعيات الزلزال السياسي الذي أحدثه الانفجار"، معتبرة أنه "بتصرفه سيدفع البلد باتجاه إقحامه في أزمة حكم تتجاوز تشكيل الحكومة".

وعلمت "الشرق الأوسط" أن "بري الذي قرر استنفاد كل الاتصالات قبل أن يعلن موقفه، سيتلقي اليوم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.