جالت لجنة إغاثة ​بيروت​ "Ground -0" برئاسة الوزيرة السابقة ​مي شدياق​ وبعضوية الوزير السابق ​ريشار قيومجيان​، النائب ​عماد واكيم​ ومنسّق "​حزب القوات اللبنانية​" في بيروت دانيال سبيرو، في أحياء منطقة ​الكرنتينا​ و​المدور​ الّتي تضرّرت بشكل كبير من انفجار ​مرفأ بيروت​.

واستمع أعضاء اللجنة إلى وجع الأهالي، الّذين استعادوا اللحظات الأخيرة قبل الانفجار وخلاله، وشرحوا حجم الأضرار الّتي لحقت بمنازلهم وسيّاراتهم. وأكّد الأهالي "البقاء في هذه المنطقة رغم كلّ الضغوطات، فَهُم قاوموا في السابق للحفاظ على الأرض وسيقاومون اليوم".

وأشارت شدياق، خلال تفقُّد اللجنة ​كنيسة السيدة​ في الكرنتينا، إلى أنّ "الأهالي يعتبرون أنّ هذه الكنيسة حَمتهم خلال الحرب، ولكنّها اليوم تضرّرت بشكل كبير بسبب الانفجار". وتطرّقت إلى مخطّط اللجنة الّذي سينفّذ خطوة بخطوة لإعادة إعمار عدد من المنازل المتضرّرة. وركّزت على أنّ "المساعدات تتواصل، بعد مراقبة عملنا الشفّاف والواضح مع المهندسين الّذين ينفّذون العمل بطريقة مهنيّة جدًّا، ويقومون بالمسح المطلوب".

ولفتت إلى "أنّنا نحاول الحصول على مساعدات من دول عدّة، ونشكر رجل الأعمال الإماراتي خلف احمد الحبتور الّذي يدعم كمرحلة أوليّة، إنقاذ وترميم بين 50 و60 منزلًا من الداخل. وبمساعدة من ​أستراليا​، بات لدينا القدرة على الاهتمام بترميم 300 منزل من الخارج من ناحية الزجاج، الألومينيوم والخشب". وذكرت أنّ "اجتماعات اللجنة دوريّة للوصول إلى الهدف وهو مساعدة الأهالي قدر المستطاع، وأنّ كلّ من يرغب بمساعدة أهالي المنطقة مرحّب به، لأنّ "ايد وحدة ما بتزقف".

وأكّدت شدياق "أنّنا لسنا في مرحلة تحدٍّ أو فترة انتخابات، بل نحن في مهمّة إنقاذ الأهالي ومساعدتهم للبقاء في منازلهم والتمسّك بأرضهم، خصوصًا أنّنا خلال الجولة سمعنا أنّ العروض المقدَّمة لمالكي بعض الأبنية لإقناعهم على بيع أرضهم مستمرّة ما سيشرّد المستأجرين، وهذا أمر نرفضه "حرام استغلال مأساة الأهالي".

وتوجّهت إلى أهالي بيروت بالتشديد على أنّ "لا حلّ إلّا بالتمسّك بالأرض وبلبنان وعدم الاستسلام"، مشيرةً إلى أنّ "دولة المؤسّسات والدولة الخالية من ​الفساد​ الّتي تحترم حقوق مواطنيها، هي الضمانة الوحيدة بأنّ عطاء الأهالي وتضحياتهم ستقابله بالمثل". أمّا عن الانفجار، فركّزت على أنّ "ما حصل جريمة ضدّ الإنسانيّة إن كان سببها تخزين أمونيوم أو مخازن أسلحة، أم انفجار عن قصد أو إهمال". وأشارت إلى أنّه "لا يمكن لأحد أن ينكر وجود "حزب الل"ه في المرفأ، رغم نفيه ذلك. فهذا النفي مشابه لتنصّل الحزب من أي علاقة بعملية اغتيال رئيس الحكومة السابق ​رفيق الحريري​ وجميع شهداء ​ثورة الأرز​. يمكن للحزب أن يغشّ بعض الناس لبعض الوقت، ولكن لا يمكنه غشّ كلّ الناس لكلّ الوقت".

من جهته، أعلن واكيم أنّ "تكتل "​الجمهورية القوية​" اتّخذ في اجتماعه قرارًا بإطلاق عريضة يوقّع عليها أكبر عدد ممكن من المتضرّرين، لرفعها إلى ​الأمم المتحدة​ بهدف المطالبة بتحقيق دولي شفاف". ولفت إلى أنّ "لا إيمان لدى "حزب القوات اللبنانية" بأنّ التحقيقات المحليّة ستأتي بالنتيجة المرجوّة، خصوصًا مع التجارب المتعلّقة بالتحقيقات السابقة"، مشدّدًا على أنّ "التحقيق الدولي سيساعد المواطن كي يأخذ حقّه، ويكشف الحقيقة لتحميل المسؤولين عن الانفجار والمعنيين به مسؤوليتهم ومحاسبتهم".