أكد ​السيد علي فضل الله​ أنه ليس هناك أفضل من ذكرى ​عاشوراء​ للتزود بمفاهيم ​الإسلام​ ونظرته إلى قضايا ​الحياة​ التي نريد لها ان تحكم تفكيرنا وتتجسد في سلوكنا لنتخلص من كثير من المشكلات والأزمات التي تتعب حياتنا مشيراً إلى الخطر الّذي تتركه الكلمة على حياة ​الإنسان​ كفرد، أو على استقرار المجتمعات والأوطان.

وأضاف سماحته خلال محاضرة عاشورائية، "عندما تخرج الكلمة عن وظيفتها، فبدلاً من أن تكون، كما أريد لها، أداةً للتواصل بين الناس، وتفاعل الآراء والأفكار، وبثّ روح المحبّة والتّآلف، وبعث الخير في النفوس، تتحوّل إلى أداة لزرع الفتن والأحقاد والتوترات، أو لنشر ​الفساد​ والانحراف والرّذيلة".

وشدّد سماحته على ضرورة الالتزام بالقول الأحسن، سواء على مستوى الفكر، وفي الخطاب، وعند الجدال، وأثناء الحوار في مواجهة الخصم... فأنت عندما تقف بين كلمتين، عليك أن تختار الأحسن، لكي تنساب إلى قلب الآخر وعقله، فلا يكون هدفك تسجيل النقاط عليه، أو تفريغ حقدك، بل إطفاء الباطل عنده، وتقريبه من الحقّ أو إدخاله فيه. وحث سماحته على التروي والتعقل قبل إطلاق أي كلمة، لأن من الكلمات ما يثير الأحقاد والعصبيات ويشعل الفتن وقد يؤدي إلى سفك الدماء.

وتابع فضل الله بدلاً من أن تواجه المختلف بكلام قاسٍ وجارح، وامتهانٍ لشخصه أو لكرامته، تقول له استمعت أو قرأت وجهة نظرك، وأنا أحترمها، ولكن لو سمحت لي ببعض الملاحظات، وأبديت ملاحظاتك له.. ألا تقرّبه بذلك إلى فكرك؟ ألا تجعله يصغي إليك؟. وختم "فلنحرص على الكلمة الطيّبة، أن نعوّد ألسنتنا عليها، الكلمة التي ترك آثراً طيباً في النفوس لا الكلمة التي تحمل المحامل السيّئة، وتشحن النفوس بالكراهية والأحقاد، انما الكلمة التي تدخل إلى القلوب وتحرّك العقول".