نفت مصادر مارونية مطلعة على موقف ​بكركي​، في حدسث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "يكون هناك توجه لدى بكركي لكسر العلاقة مع "​حزب الله​"، منوهةً بأن "البطريرك الراعي لا ينهي العلاقة مع أحد، ويهمه التواصل مع جميع المكونات ضمن ثوابت احترام السيادة والاستقلال والدولة التي تنظم شؤون البلاد وتعدّ المرجعية الأولى والأخيرة لكل ال​لبنان​يين".

ولفتت المصادر إلى أن "ما يقوله الراعي هو صرخة يطلقها في سبيل تحسين الوضع الداخلي بالنظر إلى الظروف المتوترة في لبنان والمنطقة". ولم تنف أن هناك "اختلافاً على ملف السلاح"، موضحةً "إننا وصلنا إلى مرحلة دقيقة تمسّ بمصير لبنان". وأكدت أن "ملف السلاح إشكالي، لكنه يتخطى التركيبة اللبنانية"، منوهةً بأنه "في ظل التطورات في المنطقة، والتبدل في التوازنات الدولية، يريد البطريرك أن نسحب الذرائع التي يمثلها ملف السلاح، وتحييد أنفسنا حفاظاً على الكيان والصيغة"، مشددة على أنه "عندما شعر أن لبنان بات بخطر، وبعد المشاورات التي قام بها، بدأ بإطلاق الصرخات".

كما أكدت أن البطريرك "لا يتعاطى ال​سياسة​، وعليه، لا يمكن أن يحدث موقفه فراقاً مع "حزب الله"، كون بكركي تعدّ الحزب مكوناً أساسياً في التركيبة اللبنانية، أما ضغطها فهو يشبه ضغط الأب على ابنه، وفي المقابل لطالما أبقى الحزب رابطاً مع بكركي"، مشددة على أن "أبواب بكركي مفتوحة على الدوام للجميع".

ولم تنفِ المصادر أنه "لم تُسجل اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين الطرفين منذ طرح الراعي موضوع الحياد في الشهر الماضي على الأقل"، مشيرةً إلى أن "الحوار حول هذا الملف يعود للمؤسسات اللبنانية الرسمية مثل ​رئاسة الجمهورية​ و​المجلس النيابي​ والحكومة، وإذا احتاجت تفاهمات جانبية تنخرط فيها بكركي، فذلك سيكون متاحاً بالتأكيد".