اكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​محمد نصرالله​ "أنه لم يعد سرا ان الوضع النقدي في ​لبنان​ اصبح صعبا جدا، وان احتياطي ​البنك المركزي​ البالغ قرابة 20 مليار دولار لم يعد قادرا على التصرف باكثر من 2.5 مليار دولار، الامر الذي يجعل قدرته ضعيفة على الاستمرار بالدعم للسلع الغذائية الاساسية المدعومة (​الطحين​ و​المازوت​ والسلة الغذائية)، ما يعني اننا شئنا ام ابينا، قادمون على وضع مالي محرج وحذر ما ينعكس سلبا على المواطنين الرازحين تحت عبء اقتصادي واجتماعي ومالي يجعلنا امام تعديل سعر صرف ​الدولار​ امام ​الليرة​ وارتفاع هائل ب​الاسعار​، الامر الذي يستوجب على القادة السياسيين اجتراح سريع للحلول وبوابته ​تشكيل الحكومة​ التي يبدو انها متعسرة".

ورأى خلال لقاء مع الاعلاميين في مكتب حركة "امل" في سحمر في ​البقاع الغربي​، ان "عودة الاموال المنهوبة لمساعدة لبنان واللبنانيين في هذه المرحلة، تحتاج لقضاء عادل وقوي مغطى من سلطة سياسية قوية وموثوقة، ولتحقيق هذا الامر، لا بد للقضاء اللبناني ان يصبح قضاء مستقلا ليتمكن من استعادة هذه الاموال، وهذه شروط ليست متوفرة الان، لذلك نحن من الداعين للاستعجال الى اقرار قوانين تعطي القضاء اسباب القوة عن طريق استقلاليته الكاملة حتى يتحول الى سلطة قادرة على استعادة الاموال المنهوبة، لأنها موجودة مع ناهبين شكلوا بشكل او بآخر حكومة خفية تملك سلطانا يمنع من محاسبتهم".

وحذر من "التمادي في البطء في تشكيل الحكومة"، وقال:"آن الأوان ان نتقي الله في وطننا وان تمارس ​السلطة​ السياسية واصحاب الحل والربط الدور الواجب من اجل صعود الدخان الابيض في تشكيل الحكومة، حكومة تتضمن ​وزارة​ تخطيط لقيامة لبنان على قاعدة التخطيط الاستراتيجي العلمي"، ولفت الى انه "بغياب وزارة التخطيط كنا ندير اداراتنا ووزاراتنا طيلة الفترات السابقة بالفوضى والارتجال"، مؤكدا "ان الحكومة يجب ان تتألف من شخصيات قادرة ومتمكنة من ادارة ادوارها بالشكل المطلوب والعلمي ووضع الحكومة على السكة الصحيحة واخراج لبنان من سلسلة أزمات يرزح تحت وطأتها". وقال:"آن الأوان ان نتقي الله في وطننا، اقصد بها ان هناك عددا من الرموز في لبنان كل واحد يضع فيتو ما يعيق تشكيل الحكومة ولا يوجد مع لبنان الوقت الكافي لاضاعته، واذا لم نتفق كلبنانيين، هل نترك للرئيس الفرنسي ان يضغط علينا من اجل تشكيل الحكومة؟".

ولفت الى ان "اصرارنا على طرح ​سعد الحريري​ لتولي رئاسة وتشكيل الحكومة انطلاقا من قناعتنا، بان المرحلة التي نحن فيها الآن لا سيما بعد ​تفجير​ ​مرفأ بيروت​ وما سبقه من ال​انفجار​ الاقتصادي وما ينتظرنا من انفجار مالي بسبب عجز ​الدولة​ عن الوفاء بالتزاماتها المالية، فنحن بحاجة الى جمع كل القوى السياسية في لبنان ضمن اطار حكومة جامعة لا يستبعد منها اي رمز من رموز تمثيلية، والرئيس سعد الحريري شئنا ام ابينا وشاء من شاء وابى من ابى هو الممثل الاول للطائفة السنية في لبنان"، مؤكدا "ان هذه الحكومة ستكون اكثر تماسكا وتمثيلا وتعاونا وفق رغبتنا من اجل وضع برنامج عمل علمي وعملي لاخراج البلاد مما هي فيه، اما اذا ذهبنا الى اسماء اخرى سواء في ​رئاسة الحكومة​، واعضائها لا تملك القدرة التمثيلية الاوسع، بذلك سنضعف الحكومة امام الصعوبات التي نواجهها".

وفيما نفى "انهم اخطأوا باختيار حكومة الرئيس ​حسان دياب​ ويرفضون تكرار التجربة"، اكد اننا "لم نخطئ باختيار الرئيس حسان دياب كرئيس للحكومة"، معللا السبب "انه يعود الى الظرف السياسي الذي كان قائما واتى بدياب كرئيس للحكومة وللحكومة مجتمعة، حيث رفض حينها الحريري تولي رئاسة الحكومة كما ورفض تكليف او تسمية احد من قبله لتولي الرئاسة، فكان الذهاب الى اسماء جديدة وكان خيار دياب الذي لم يكن تجربة فاشلة ولكنها كانت تجربة واجهت ظروفا هائلة لم تستطع ان تقوم باعبائها".

ورد على الرافضين تسمية الحريري الى رئاسة الحكومة (​سمير جعجع​، ​وليد جنبلاط​ ومن خلفهم ​السعودية​)، قائلا:"ليس مهما من يرفض او يقبل، فلكل فريق الحق في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا، والاهم التوافق على آلية لاختيار اسم لتكليفه ويتولى تشكيل الحكومة يجمع فيها اوسع تمثيل قادر على معالجة ما نحن فيه، فإذا اتفقنا كلبنانيين نصبح بغنى عن التدخل الأجنبي، ونحن كلبنانيين يجب ان يكون هدف من اهدافنا السياسية الا يكون هناك اي تدخل اجنبي في تشكيل الحكومة وفي ادارة شؤوننا الداخلية"، مؤكدا "الامل بتشكيل حكومة في أسرع وقت".

ولفت الى ان "الرئيس ​نبيه بري​ عود اللبنانيين بان يكون ولاد الحلول عند الأزمات الكبرى، لكن الازمات اللبنانية تكبر اكثر واكثر الى حد الصعوبة، وتحتاج من الرئيس بري تشغيل جميع التوربينات لديه، وهذا لا يعني ايجاد الحلول لوحده، والمطلوب من الاخرين المرونة ليتمكن من خلال خبرته التي يضعها بخدمة اللبنانيين مع مرونة الاخرين الوصول الى تشكيل حكومة جديدة في اسرع وقت ممكن، فالرئيس بري رهانه على ايجابية الاخرين في التعاطي مع المرونة مع الحكمة والخبرة العالية التي يملكها ووضعها بخدمة لبنان واللبنانيين للوصول الى حل المشاكل".

وعن اجتماع الرئيس بري مع الخليلين و​باسيل​، كشف نصرالله انه "لم يظهر حتى الآن نتائج، ولابد من استكمال المشاورات للوصول الى الهدف بالاتفاق على اسم الشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة وتكليفه تشكيلها، وليس بالضرورة من الاجتماع الاول الوصول الى النتائج المرجوة، وحسب تجربتنا اللبنانية يحتاج الى اكثر من اجتماع والرئيس بري لم ولن يوفر جهدا من اجل اخراج البلد من ازماته وكل اللبنانيين يشهدون على ذلك".